مقالات و آراء

أبناؤنا وسموم الأَنِمِي ..الأنمي وأثره في الجيل العربي.

كتب /حيدر محمد الكعبي

إن الأَنِمِي من الفنون الحديثة اليابانية، ويعود تاريخ إنتاجه إلى عام (1917م)، وكان سببُ ظهوره في البداية تحفيزَ الجنود اليابانيين على القتال في الحروب، ثم بعد ذلك تحوَّل إلى صناعة ضخمة، ثم ظهرت شركات أمريكية وأوروبية عالمية مُنافِسة، حتى أصبح الأَنِمِي من أكبر الصناعات على مستوى العالم.
مظاهر جذب الأَنِمِي للمُشاهِد:
إن المتأمِّل في محتوى الأَنِمِي سيعلم أنه محتوى يتفهَّم جيدًا نَفْسِيَّات الأطفال والمراهقين ويخاطبهم بأحلامهم؛ ولعل من أبرز تلك المظاهر ما يلي:
1- الاهتمام بالجوانب النفسية والعقلية؛ حيث مفاهيم الخير والشر والاعتقاد والسلوك.
2- استخدام معايير الجمال؛ حيث يجعلون دائمًا شكلَ الأبطال جميلًا.
3- المبالغة في الخيال وتجسيد المشاعر؛ لأن الخيال المُفرِط يُقدِّم إشباعًا نفسيًّا كبيرًا.
4- استخدام المؤثرات كالأداء الصوتي المتميز، والصور الجذابة، والكلمات المُعبِّرة، والموسيقى التصويرية ذات التأثير القوي.
5- التركيز على قِيَم كبرى كالشجاعة والتضحية والصداقة المُخلِصة.
مَفاسد الأَنِمِي:
1- إشاعة العُنف والقسوة بين الأطفال والمراهقين؛ ما يؤدي إلى خَلْق نزعة عُدوانية لديهم بسبب ما يشاهدونه من عُنف؛ ما يؤدي إلى خَلْق حالة من التبلُّد في المشاعر تجاه الدماء والقتل.
2- خَلْق حالة من الفراغ الثقافي تُهَيْمِن على الأطفال والمراهقين؛ لأنهم لم يقتربوا اقترابًا واعيًا من ثقافتهم وهُويتهم؛ إذ إن أغلب ما يشاهدونه بعيدٌ عن الثقافة العربية أو الإسلامية.
3- إِلْف الأطفال والمراهقين رؤيةَ مَشاهد الانتحار، بل قد يصل الأمر إلى محاولة مُحاكاتها على أرض الواقع؛ ما يعني ارتفاع معدل الانتحار عند الأطفال والمراهقين.
4- دَسّ السموم الأخلاقية والعقائدية؛ ما يؤدي إلى إِلْفها وتقبُّلها وعدم استنكارها واستبشاعها لدى الأطفال والمراهقين.

وتَجدُر الإشارة هنا إلى أن الأَعَمّ الأغلب من الأَنِمِي يحتوي على مخالفات وانحرافات في مختلف الجوانب، وبالطبع هناك استثناءات قليلة، لكن النادر أو الاستثناء لا يُقاس عليه؛ ولذلك فإن دورَ الأسرة والمَحاضِن التربوية لا بُدَّ أن يكون جادًّا كي نستطيع مواجهة تلك الأمواج العالية المتتالية من الفساد والإفساد المُوجَّه إلى أبنائنا من الأطفال والمراهقين، ولا بُدَّ من تعليمهم المبادئ الدِّينية الأساسية التي تُمثِّل لهم دِرعًا واقيًا من تلك الانحرافات، ولا بُدَّ من معرفة محتوى الأَنِمِي جيدًا والتأكُّد من خُلُوِّه من الانحرافات الأخلاقية والعقائدية قبل السماح لهم بمُشاهدته.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى