مقالات و آراء

أحمد عبد الوهاب يكتب : القطيعة بين الاخوة ، فساد في الدين ونزع للبركة من الدنيا

 

كتب / احمد عبد الوهاب

في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي “تأزم العلاقات بين الاخوان والأخوات “!!!
الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون .. هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إلي.
“إن زرتني زرتك .. وإن أعطيتني أعطيتك .. وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك” لا يمكنك أن تطبق تلك القوانين المقيتة علي الإخوة ، فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات.
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك .. فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .
لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد ،
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم !!!
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك .. باشتياقك له .. بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك .. بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه .. أن تسنده قبل أن يسقط .. أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك ..
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية .. ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة .. ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك ..
أنتم إخوة .. حملكم رحم واحد ، وأرضعتكم أم واحدة ، وعشتم في ذات الدار ، وأكلتم من نفس الطبق ، وشربتم من نفس الإناء ، و حوت صدوركم ذات الذكريات ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ، ستشعر كل يوم بتأنيب الضمير، فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك نفس الدم ، فإياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا فكل شيئ يمكن تعويضه .. الزوج يأتي بدلا منه زوج آخر وكذلك الزوجة.. والأبناء يمكنك أن تأتي بغيرهم من الأبناء ،المال يأتي غيره مال ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم .. فهنيئاً لكل واصل رحم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى