سياسة

الاجندة الامريكية بين الحفاظ على أمن الغرب والملف النووي الإيراني وأمن إسرائيل .

بقلم :أحمد المالكي 

كاتب متخصص في الشؤون الأمريكية والعلاقات الدولية 

زيارة الرئيس الامريكي جوبايدن اوكرانيا وبولندا والتمسك الامريكي بدعم اوكرانيا وايضا الضمان الأمريكي لأمن الغرب جعل روسيا تعلن تعليقها   معاهدة نيو ستارت الجديدة لنزع السلاح النووي وإطلاق النار على الغرب في كلمات الرئيس فلاديمير بوتين الذي حمل مسؤولية ما يحدث في أوكرانيا للغرب وأن روسيا لديها استعداد ومنفتحة لكنها تريد ضمانات أمنية لكن تبقى الولايات المتحدة متمسكة بالدعم الكبير لاوكرانيا وزيارة بايدن كييف أكبر دعم لأوكرانيا في مواجهة روسيا وبدون الحصول على ضمانات امنية قبل زيارته لأوكرانيا .

الموقف الروسي الذي أعلنه بوتين من تعليق روسيا  معاهدة ستارت هو موقف مقلق للناتو ومؤسف للولايات المتحدة والتي أعلن وزير خارجيتها بلينكن إن الولايات المتحدة ستراقب الوضع وانها مستعدة لمناقشة الأمر مع روسيا لكن روسيا مستعدة للتصعيد من الحرب حتى لا تهزم وهي ترى أنها لا يمكن هزيمتها رغم انها تخسر في بعض المواقع في أوكرانيا ولديها عدد كبير من الضحايا .

الناتو لديه قلق مما تفكر فيه روسيا والغرب لديه قلق من الدعم الإيراني لروسيا بالإضافة إلى أن بكين دخلت على الخط وتدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا وهذا سوف يزيد من الدعم الأمريكي لأوكرانيا لمواجهة الدعم الإيراني والصيني لروسيا في الحرب .

الولايات المتحدة التي تركز على الملف الأوكراني لديها تمسك ايضا بأمن اسرائيل والتهديد الإيراني لإسرائيل ورغم إعلانها ان الملف النووي الإيراني لم يعد من اهتماماتها الا ان وزير الخارجية الأمريكي خلال تواجده في اليونان أكد أن الكرة في ملعب إيران وأن أمريكا ملتزمة بالحفاظ على أمن اسرائيل من التهديدات الإيرانية .

الحرب الروسية الاوكرانية جذبت إليها لاعبين دوليين وعلى راسهم الولايات المتحدة وإيران والصين بالإضافة إلى الغرب الذي لايريد خسارة المعركة حتى لو استمرت لسنوات قادمة وسوف يظل الدعم الغربي لأوكرانيا هو الفيصل في هزيمة اوكرانيا او صمودها في الحرب ورغم أن الولايات المتحدة ترى ان الدعم الامريكي جعل هناك فارقا في التعامل الأوكراني مع الغزو الروسي لأوكرانيا وأنه لولا هذا الدعم كان يمكن أن تسقط أوكرانيا في بدايات الحرب الا ان الولايات المتحدة ترى انه من الافضل دعم أوكرانيا بالدبابات والاسلحة وليس بالطائرات والاسلحة الهجومية لانها لاتريد غضب روسيا من هذا الدعم والتصريحات الروسية أكدت انها إذا شعرت بالخطر سوف يكون تعاملها مختلف وهذا يزيد من مخاوف الغرب من استخدام روسيا للسلاح النووي ورغم التأكيدات الاميركية ان روسيا ليس لديها نية او استعداد في الوقت الحالي لاستخدام السلاح النووي الا ان ذلك لا يخفي المخاوف الغربية من استخدام روسيا للسلاح النووي إذا خسرت هذه الحرب .

الاجندة الامريكية مزدحمة بالأحداث الدولية ورغم أن ملفات عديدة تشغل وزارة الخارجية الأمريكية ومنها ملفات في الشرق الاوسط تتعلق بإسرائيل وإيران وأيضا العلاقة بين اليونان وتركيا التي تشهد اضطرابا لكن يبقى اهتمامات إدارة الرئيس بايدن بالملف الأوكراني والذي سوف يحدد تشكيل القوى العالمية الكبرى في المستقبل ولذلك سوف يظل الدعم الأمريكي متجها نحو صمود أوكرانيا في الحرب ضد روسيا .

الولايات المتحدة لديها اختبارا هاما وهي وضعت كل الرهانات في الحرب الروسية الاوكرانية ويتوقف على تحديد الحرب الكثير من العوامل وعلى رأسها تدريب الأوكرانيين على السلاح الأمريكي والذي يأخذ شهورا كثيرة على الاقل عام لكن في هذا العام ماذا سوف تحقق روسيا في أوكرانيا ؟ ..وايضا امن أوروبا إلى أين ؟.

الناتو لديه الكثير من المشاكل التي تتعلق باختلاف اعضائه ورغم ان الولايات المتحدة ترى قوة الناتو من أي وقت مضى الا ان هناك الكثير من الخلافات بين الاعضاء وايضا معارضة تركيا لانضمام السويد وفنلندا للناتو ولذلك تحاول الولايات المتحدة حل الخلافات وايضا الضغط على تركيا للقبول بعضوية السويد وفنلندا في الناتو .

الاجندة الامريكية لديها قضايا كثيرة وتظل الدبلوماسية الامريكية في حالة نشاط مستمر وزيارات بايدن الخارجية وجولات وزير الخارجية أنتوني بلينكن تؤكد أن الولايات المتحدة  تحاول حسم العديد من الملفات التي من الواضح معقدة تعقيدا كبيرا لكن ربما تشهد بعض الملفات منها انفراجة وربما ملفات اخرى سوف تظل معقدة وقد تزداد تعقيدا أكثر من الوقت الحالي لكن بلا شك ان الحرب الروسية الاوكرانية هي أكثر الملفات تعقيدا بنسبة كبيرة وأن الأمن العالمي في خطر كبير والخطر الأكبر إذا وصل الجميع إلى مرحلة اللاعودة والدخول في حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية كبرى .

الايام القادمة سوف تكشف لنا  مزيد من  الاحداث والحقائق و المفاجآت التي ربما لا يتوقعها احد .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى