انتهيت من نوبة عملي الليلية متأخرا ، وعند باب المستشفي رأيته يقف يبدو عليه التعب والحيرة ، هو احد المترددين علي المستشفي بصفة دورية …يعاني من الفقر و بعض الأمراض المزمنة.
اشفقت عليه واشرت له ليركب معي ، قال بضعف :” بيتي بعيد علي أطراف المدينة”. قلت له ” لا يهم سأوصلك “.
ركب ، وقدت سيارتي في الطريق الذي وصفه لي، وبالفعل كان يسكن في منطقة صحراوية علي أطراف المدينة .
اوصلته وكان الوقت متأخرا والظلام حالك. وبدأت طريق العودة وسط ظلام الليل ورهبة الصحراء وهطول المطر .
وفجأة تعطلت بطارية سيارتي وبدأ ضوء الكشاف يخفت ثم ما لبث أن انطفأ تماما .
انزلت النافذة كي اهتدي للطريق بعيني المجردتين في الظلام الدامس ، محاولا العودة من نفس الطريق… اتلمس اثار السيارات علي الرمال في الطريق الرملي .
لم يكن هناك أي اثر لحياة حولي …شعرت برهبة و أن الطريق قد بدأ يطول …أجبرني الظلام الدامس والمطر المنهمر علي القيادة ببطء.
اخذتني بعض الأفكار ، وفجأة وجدت امامي فتاة صغيرة تلهو توقفت بسرعة أمامها تماما.
اعصابي انهارت .. بصعوبة تمالكت نفسي وترجلت من السيارة ، وجدتها تبتسم لي في ود .
ابتسمت لها وسألتها ما الذي جاء بك الي هنا ؟! …أشارت إلي عدة بيوت علي جانب الطريق .
اقتربت منها أكثر وسألتها كيف اعود للمدينة ؟ ..قالت وابتسامتها تسبقها ، انت تمشي في الطريق الخطأ لا تكمل المسير وعد ادراجك للخلف.
شكرتها…وفجأة انتبهت علي توقف محرك سيارتي .
أسرعت للسيارة محاولا إدارتها وقد نال مني التوتر مبلغا ….اخيرا بعد عدة محاولات استجاب محرك سيارتي ، وعادت الانوار للعمل.
تلفت لاشكر الفتاة ، لكنها كانت قد اختفت ، نظرت امامي من زجاج السيارة وهنا كانت المفاجأة التي الجمت عقلي .
كانت سيارتي تقف على شفا جرف سحيق ولو تقدمت خطوة واحدة ، لكنت انا وسيارتي في عداد الهالكين.