واحة الأدب

الجرف_ قصة قصيرة بقلم احمد عبد الوهاب

قصة قصيرة بقلم احمد عبد الوهاب

انتهيت من نوبة عملي الليلية متأخرا  ، وعند باب المستشفي رأيته يقف يبدو عليه التعب والحيرة ، هو احد المترددين علي المستشفي بصفة دورية …يعاني من الفقر و بعض الأمراض المزمنة.

اشفقت عليه واشرت له ليركب معي ، قال بضعف :” بيتي بعيد علي أطراف المدينة”. قلت له ” لا يهم سأوصلك “.

ركب ، وقدت سيارتي في الطريق الذي وصفه لي، وبالفعل كان يسكن في منطقة صحراوية علي أطراف المدينة .

اوصلته وكان الوقت متأخرا والظلام حالك. وبدأت طريق العودة وسط ظلام الليل ورهبة الصحراء وهطول المطر .

وفجأة تعطلت بطارية سيارتي وبدأ ضوء الكشاف يخفت ثم ما لبث أن انطفأ تماما .

انزلت النافذة كي اهتدي للطريق بعيني المجردتين في الظلام الدامس ، محاولا العودة من نفس الطريق… اتلمس اثار السيارات علي الرمال في الطريق الرملي .

لم يكن هناك أي اثر لحياة حولي …شعرت برهبة و أن الطريق قد بدأ يطول …أجبرني الظلام الدامس  والمطر المنهمر علي القيادة ببطء.

اخذتني بعض الأفكار ،  وفجأة وجدت امامي فتاة صغيرة تلهو توقفت بسرعة أمامها تماما.

اعصابي انهارت .. بصعوبة تمالكت نفسي وترجلت من السيارة ، وجدتها تبتسم لي في ود .

ابتسمت لها وسألتها ما الذي جاء بك الي هنا ؟! …أشارت إلي عدة بيوت علي جانب الطريق .

اقتربت منها أكثر وسألتها كيف اعود للمدينة ؟ ..قالت وابتسامتها تسبقها ، انت تمشي في الطريق الخطأ لا تكمل المسير وعد ادراجك للخلف.

شكرتها…وفجأة انتبهت علي توقف محرك سيارتي .

أسرعت للسيارة محاولا إدارتها وقد نال مني التوتر مبلغا ….اخيرا بعد عدة محاولات استجاب محرك سيارتي ، وعادت الانوار للعمل.

تلفت لاشكر الفتاة ، لكنها كانت قد اختفت ، نظرت امامي من زجاج السيارة وهنا كانت المفاجأة التي الجمت عقلي .

كانت سيارتي تقف على شفا جرف سحيق ولو تقدمت خطوة واحدة ، لكنت انا وسيارتي في عداد الهالكين.

 

اظهر المزيد

Ahmed Abd-Elwahab

احمد محمد احمد عبد الوهاب قاص وصحفي بعدة صحف ومواقع إلكترونية _ رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة "الخبر اون لاين". _ مؤسس صفحة تاريخنا الخالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى