اماكن ومزارات

“الخبر اون لاين” تكشف سر الصلبان والآيات القرآنية علي جدران و مقابر مسجد الرفاعي

زاره معكم / احمد عبد الوهاب

مسجد الرفاعي أحد المساجد الأثرية الشهيرة بميدان القلعة، ويعتبر من طرز العمارة الإسلامية الحديثة ، حيث تم إنشائه في القرن التاسع عشر بجوار مسجد ” السلطان حسن المملوكي” والذي أنشأ في القرن الرابع عشر الميلادي .

سمي الجامع بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي صاحب أحد أشهر الطرق الصوفية في مصر وهي الطريقة الرفاعية , والغريب ، أن الشيخ أحمد الرفاعي لم يدفن بذاك المسجد ، وبرغم ذلك ، يشهد المسجد احتفالا كبيرا بمولده يقام سنويا .
 وللمسجد تاريخ مثير للإهتمام حيث كانت فى بدايته، مسجداً من  العصر الفاطمى يسمى “ذخيرة الملك”، ثم تحول إلى مقام للشيخ علي أبو شباك، إلى أن اشترت خوشيار هانم (أم الخديوي إسماعيل) الأماكن المحيطة بالمقام من الجهات الأربعة، وأوكلت إلى المهندس حسين باشا فهمي إنشاء مسجد يضاهي مسجد السلطان حسن ، وطلبت أن يلحق به مدافن للعائلة المالكة، واستوردت مواد البناء من أوروبا خصيصاً لهذا المسجد مثل الرخام الإيطالي ومادة الاسمنت التي كانت لأول مرة تستخدم في العمارة الإسلامية. وقد تم تخصيص جزء من المسجد للصلاة، والجزء الآخر للمقابر الملكية الخاصة بأسرة محمد علي،حيث دفنت به زينب هانم، وتوحيدة هانم، وعلي جمال الدين، وإبراهيم حلمي، والسلطان حسين كامل ، والملك فؤاد، وكذلك دفنت به خوشيار هانم، وابنها الخديو إسماعيل، كما دفنت به زوجات الخديو إسماعيل الأميرة شهرت فزا، والأميرة جنانيار، والأميرة جشم آفت، والأميرة فادية الابنة الصغرى للملك فاروق، والأميرة فريال أم الملك فؤاد ، وايضا توجد للملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول أضرحة منفصلة، كما استخدم أيضاً لدفن الشاه رضا بهلوي (شاه) إيران المتوفي (1363هـ/1944م) لفترة وجيزة  لكن تم اعادة رفاته إلى ايران، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية،  والغريب في الأمر أن بداية الثمانينيات شهدت دفن محمد رضا بهلوي آخر شاه لإيران ، في نفس الحجرة التي ضمت جثمان ابيه الراحل دفن لفترة من الوقت .


أما أكثر الأشياء غرابة والتي تلفت انتباه الزائر للمسجد ، أن قبر جنانيار هانم زوجة الخديوي إسماعيل ، يعلوه صليب وأسفله آيات قرآنية، ويرجع السبب فى ذلك إلي أن القبر مصمم على الطراز الأوروبي المسيحي وكانت تلك الصلبان مجرد زخارف في نظر الفنان يقسم بها المساحات الهندسية .
أما الصلبان الكبيرة التي شكلت على نوافذ المسجد الشاهقة الارتفاع، فهي طراز معماري للنوافذ القوطية، وهي من الناحية الإنشائية تشير إلى نظرية توزيع الأحمال خاصة مع هذا الارتفاع الشاهق لجدرانه الخارجية، وقد قبلها الذوق المصري خاصة في ظل التسامح الديني الذي تتميز به مصر المحروسة.

اظهر المزيد

Ahmed Abd-Elwahab

احمد محمد احمد عبد الوهاب قاص وصحفي بعدة صحف ومواقع إلكترونية _ رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة "الخبر اون لاين". _ مؤسس صفحة تاريخنا الخالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى