واحة الأدب

“رحيم باشا” رواية في أجزاء يكتبها احمد عبد الوهاب.

” رَحِيم بَاشَا ” رِوَايَةٌ يَكْتُبُهَا / أَحْمَدْ عَبْدِ اَلْوَهَّابْ ( تَدُورَ أَحْدَاثَ اَلرِّوَايَةِ فِي تِسْعِينِيَّاتِ اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي ) .
‏ ( 1 )
‏حَطَّ عَلَى اَلْبَلْدَةِ اَلسَّاحِلِيَّةِ دُونَ سَابِقٍ إِنْذَارٍ ، رَجُلُ اَلْأَعْمَالِ اَلْغَامِضِ . . . لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ عَنْهُ أَحَدُ أَيِّ شَيْءٍ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَيْهَا ، وَتَنَاثَرَتْ أَقَاوِيلُ كَثِيرَةٌ حَوْلَ اَلرَّجُلِ ، اَلْبَعْضَ يَقُولُ إِنَّهُ مِنْ سُلَالَةِ أَحَدِ اَلْبَاشَوَاتِ اَلْكِبَارِ مِمَّنْ كَانَ لَدَيْهِمْ اَلسُّلْطَةُ وَالثَّرْوَةُ وَالنُّفُوذُ فِي عَصْرِ اَلْمِلْكِيَّةِ ، وَإِنَّهُ وُلِدَ أَثْنَاءَ ثَوْرَةِ يُولْيُو وَعَانَى مِنْ نِظَامِ اَلتَّأْمِيمِ عَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ اِحْتِفَاظِ عَائِلَتِهِ بِبَعْضِ اَلْعِزِّ مِنْ أَيَّامِ اَلْمَجْدِ اَلضَّائِعِ . وَآخَرُ يَقُولُ إِنَّهُ هَاجَرَ فِي بِدَايَةِ شَبَابِهِ إِلَى أُورُوبَّا وَتَزَوَّجَ مِنْ إِحْدَاهُنَّ وَلَمْ يُعَدْ إِلَّا بَعْدَ أَنْ كَوَّنَ ثَرْوَةً طَائِلَةً . . … لَكِنَّ اَلشَّيْءَ اَلْمُؤَكَّدَ فِي كُلِّ ذَلِكَ ، أَنَّ “رَحِيم” وَهُوَ اِسْمُ رَجُلِ اَلْأَعْمَالِ ، قَدْ وَقَعَ فِي هُويْ تِلْكَ اَلْبَلْدَةِ اَلْهَادِئَةِ وَاَلَّتِي وَجَدَ فِيهَا عِوَضًا عَنْ ضَجِيجِ أُورُوبَّا وَمَدَنِيَّتِهَا اَلصَّاخِبَةِ . اِشْتَرِي اَلرَّجُلَ مِسَاحَةً كَبِيرَةً مِنْ اَلْأَرَاضِي اَلْمُطِلَّةِ عَلَى سَاحِلِ اَلْبَلْدَةِ ، وَأَنْشَأَ فِي وَسَطِهَا فِيلَّا ضَخْمَةٌ ، وَأَحَاطَ اَلْأَرْضَ بِسُورٍ ضَخْمٍ ذِي بَوَّابَةٍ حَدِيدِيَّةٍ مَهِيبَةٍ جَعَلَهَا تَبْدُو كَأَحَدِ قِلَاعِ اَلْعُصُورِ اَلْوُسْطَى فِي أُورُوبَّا . وَيَبْدُو أَنَّ مُعَانَاةً “رَحِيم بَاشَا “-كَمَا يُنَادِيهُ أَهْلُ اَلْبَلْدَة- مِنْ اَلتَّأْمِيمِ ، وَرَغْبَتُهُ فِي اِسْتِعَادَةِ مُجْدٍ آبَائِهِ ، جَعْلُهُ يُخَصِّصُ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْ اَلْأَرْضِ لِيَجْعَلَهَا مَزْرَعَتهَ اَلْخَاصَّةَ ، هَذَا اَلْأَمْرِ اَلَّذِي كَلَّفَهُ أَمْوَال طَائِلَةً لِيَسْتَطِيعَ اَلتَّغَلُّبُ عَلَى طَبِيعَةِ اَلْمِنْطَقَةِ اَلصَّحْرَاوِيَّةِ وَجَعْلِهَا صَالِحَةً لِلزِّرَاعَةِ .

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى