مقالات و آراء

القضية الفلسطينية غائبة عن اعلامنا.

كتب : احمد المالكي
إذا كنت متابع جيد لوسائل الإعلام سوف تجد غياب كامل للقضية الفلسطينية عن اعلامنا العربي وللاسف احيانا يمر اليوم واحيانا الأسبوع دون ان تفرد وسائل الإعلام تغطية كاملة عن القضية الفلسطينية كما كان يحدث في السابق .
القضية الفلسطينية مازالت حية في قلوب الشعوب العربية لكن لابد ان يشعر الشعب الفلسطيني ان هناك اعلام عربي يتحدث عنهم وعن الامهم واوجاعهم وعن مايواجهونه يوميا من قوات الاحتلال من انتهاكات واعتقالات وهدم للمنازل واقتحامات للمسجد الاقصى .
أعتقد أننا بحاجة حقيقية لنقل كل مايدور في فلسطين وان نفتح اعلامنا للاشقاء في فلسطين واستخدام كل وسائل التواصل الحديثة للتواصل معهم وتخصيص برامج عن القضية الفلسطينية بدلا من غيابها عن وسائل اعلامنا وهذا دور الإعلام في كل بلادنا العربية ان يناقش الحقائق ويفتح الملفات وينقل جرائم الكيان الصهيوني وتوثقيها واذا اهتم اعلامنا العربي بالقضية الفلسطينية سوف يتوقف الاحتلال عن الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني لانه سوف يدرك ان هناك اعلام عربي قوي يفضح جرائمه ويوثقها وينقلها للعالم .لكن للأسف ما يحدث اليوم أن القضية الفلسطينية غائبة عن الإعلام العربي واحيانا تتحدث وسائل الإعلام على استحياء واحيانا اخرى فلسطين تغيب عن الاخبار والصحف ولا يوجد خبر واحد عنها .
القضية الفلسطينية بحاجة إلى اهتمام عربي ليس على مستوى الدبلوماسية فقط ولكن الإعلام له دور مهم وحيوي وكما تتابع وسائل الإعلام شئوون دولية في الولايات المتحدة و اوروبا وروسيا وما يحدث في الحرب الروسية الاوكرانية لابد ان نسمع ونقرأ ونشاهد اخبار فلسطين ونعرف آخر المستجدات ونفرح معهم ونحزن لحزنهم ولن يحدث ذلك الا إذا نجح اعلامنا العربي بأن يكون على مستوى المسؤولية وينقل الحدث ولابد ان يكون هناك اهتمام بالشأن الفلسطيني بقوة والقضية الفلسطينية هي امن قومي للمنطقة العربية والشرق الاوسط واذا كان هناك من يظن ان ما يحدث في فلسطين لن يؤثر على امن المنطقة فهو واهم لان اسرائيل بافعالها ووحشيتها والتعدي على المقدسات ربما تدفع المنطقة الى حرب دينية وافعالها في المسجد الاقصى تجعل التيارات الظلامية تستغل الاوضاع لصالحها .
الإعلام العربي بحاجة إلى ترتيب الاولويات والتوقف عن تجاهل القضية الفلسطينية لانها لاتقل اهمية عن الاحداث الساخنة في العالم وخاصة هذه الايام حيث تقوم اسرائيل بشن حرب واسعة ضد الشعب الفلسطيني وقتل الشباب والسطو على منازل الفلسطينيين وبناء المستوطنات الغير شرعية على أراضي فلسطينية .
للأسف الإعلام الغربي اليوم يتحدث عن القضية الفلسطينية لكن يستخدم الاصوات الاسرائيلية التي تتحدث العربية لتزييف وتزوير الحقائق وهذا أيضا ما يجعل الناس تقوم بتحويل القنوات العربية بالريموت ومتابعة القنوات الاجنبية الناطقة بالعربية وهذا يعطي لهذه الوسائل الفرصة لتزوير الحقائق ونشر الاكاذيب والشائعات وبعد ذلك نطلب من الناس تصديق وسائل الإعلام العربية والثقة فيها لكن بعد فوات الاوان.
نحن بحاجة إلى متابعة اخبار فلسطين على وكالات انباء عربية وقنوات عربية بدلا من البحث عنها في وكالات اجنبية .
نحن بحاجة إلى سماع قصص النضال في فلسطين وبحاجة إلى سماع قصص الشهداء من اسرهم والتضامن معهم ويجب ان يقوم اعلامنا بنقل حياة الشعب الفلسطيني في وسائل الإعلام العربية وعمل الأفلام الوثائقية التي تجعل الشعوب العربية تعيش مع الشعب الفلسطيني وتشعر بمعاناتهم وتعلن تضامنها معهم .
فلسطين عربية والقدس اسلامية والأشقاء الفلسطينيين العاملين في الصحافة والاعلام لهم كل التحية والتقدير وهولاء فخرنا وفخر كل عربي شريف لانهم يتعرصون إلى الخطر كل يوم اثناء عملهم الميداني وهناك استهداف من الاحتلال لهم وشاهد العالم على الهواء استشهاد شيرين ابوعاقلة والتي حركت العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهي كانت نموذجا للمراسل الميداني الناجح وهي كانت تحب عملها وتعمل من أجل نقل الحقائق ولذلك قام الاحتلال باستهدافها وقتلها على مرأى ومسمع العالم وهي اصبحت رمز النضال والكرامة ورمز حرية الصحافة والاعلام ليس في فلسطين فقط بل في العالم اجمع .
اتمنى ان نشاهد تعاون بين وسائل الإعلام في الدول العربية مع وسائل الإعلام الفلسطينية وان يكون هناك ساعات بث مباشر من فلسطين حتى نرى فلسطين من الداخل وننقل مواهب الشباب الفلسطيني للعالم وننقل احلامهم وطموحاتهم والامهم ومعاناتهم وهم يستحقون من اعلامنا العربي كل الاهتمام ولهم كل الحب والتقدير وهم شرف لكل الأمة العربية والشرفاء في العالم ورحم الله شهداء فلسطين على مر التاريخ وتحية لكل بطل فلسطيني في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي وان شاء الله سوف يزول الاحتلال وتعود الأرض إلى اصحابها ومهما طال الاحتلال سوف يأتي فجر يوم جديد ويعود الحق لاصحابه .
حفظ الله اوطاننا العربية من الاعداء .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى