تحقيقات

المعركة الاقتصادية القادمة قراءة في كتاب الوثيقة للمفكر الإسلامي الحبيب ابوبكر المشهور.

أعدها للنشر / احمد عبد الوهاب
إن المعركة الاقتصادية القادمة هي معركة الشيطان والدجال والدجاجلة ، لترويض شعوب الملة وتطويعها ثم تركيعها لمرادات الإبليس المحتنك، وما لهيب الأسعار وارتفاع قيمة بعض المواد الغذائية وتخويف الشعوب بالمجاعات المتوقعة تحت سمع وبصر المنظمات العالمية والمؤسسات الاقتصادية المهيمنة على مقدرات الشعوب إلا مثال بيّنٌ لهذه الحرب المدبرة.

ونحن في واقعنا الشعبي المهزوز ولا شك جزء لا يتجزأ من ضحايا هذه الأحبولة المسيسة خصوصاً أن الجميع قد تخلى عن أسلوب البناء الاقتصادي الحر، وهو البناء المسمى في مدرستنا الأبوية بالاكتفاء الذاتي، وأعتقد أننا نستطيع الإحياء الواعي لهذا المبدأ برغم ما يكتنف الإحياء من صعوبات وتعثرات.

وهذا ما نود إثباته هنا ونقله إلى القارئ الواعي الباحث عن الحلول العملية والمخارج الإيجابية.. وسيكون لهذه الحلول والمخارج أهميتها ساعة الصفر، وهي الساعة التي تتجمد فيها قدرات الشعوب على توفير لقمة العيش وتغذية الأسر من الناتج المحلي بعد انقطاع الاستيراد الاستهلاكي، وربما تحقق العمل الطوعي من بعض العمال في بعض مواقع الزراعة والصناعة المحلية لمجرد ضمان الحصول على ما يملأ بطن العامل فقط دون المطالبة بأجر آخر.

إننا في هذا العرض السريع لا نستطيع أن نفصل الأمور المستجدة في الواقع الاقتصادي المنتظر، إنما نضع نقاطا محدودة لإثارة الأذهان المستبصرة كي تعيد ترتيب واقعها الذاتي في الإعداد المتدرج لمثل هذه الظروف الآتية بلا شك، وعلينا أن نتذكر مواقف الأئمة السابقين من رجال المدرسة الأبوية عندما استنفروا الذوات وهيؤوا بالأتباع وبالعمال تأمين الاقتصاد الضروري بإحياء الزراعة وتحسين إنتاجها، حتى تمكنوا في مراحل قصيرة من قول مقولتهم الشهيرة : [ لا نحتاج لاستيراد شيء من الخارج ما عدا الإبرة للخياطة ].

وبهذا الاكتفاء الذاتي نجحت المدرسة ومن استظل بمظلتها الاجتماعية والاقتصادية من التماسك أمام الانهيار التاريخي المتوقع، ومع هذا وذاك فقد تحولت الحياة من جذورها فيما بعد .

ومع هذا التحول فالواقع قد اثبت لنا ضرورة العودة الواعية لدراسة الاعتماد على الاكتفاء الذاتي في الأسرة والمجموعة والقبيلة حتى لا تتكرر المأساة..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى