سياسة

بايدن يقود السعودية و روسيا الي تحالف ضد المصالح الامريكية.

بقلم احمد المالكي
كاتب متخصص بالعلاقات الدولية

يعتقد بايدن وإدارته الأمريكية،أن السعودية دولة يمكن مقاطعتها ، او تجميد العلاقات معها بسهوله، وكأنهم لا يدركون جيدا حجم السعودية كدولة على المستوى الإقليمي والدولي، و أنها لاعب هام علي الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا وإنسانيا. ناهيك عن انها قبلة الاسلام والمسلمين وتمتلك اقتصادا قويا لاتقدر على زعزعته امريكا او غيرها. وربما تجد السعودية حليفا جديدا لها ، إذا قررت امريكا تسييس قرار اوبك ضد السعودية. وربما سيكون الشريك او الحليف روسيا والصين .
وما لاتدركه إدارة بايدن، أن السعودية دولة تحافظ على حلفائها وشركائها . وأنها تعمل دائما لمصلحتها اولا ثم لأصدقائها ، ولا تستخدم البترول سلاحا ضد احد. وهي دوله لديها قيادة قوية قادرة على إدارة زمام الازمات بحنكة وعقلانية . لذا تؤكد السعودية ان قرار اوبك بلس ليس قرار سياسيا بل هو قرارا اقتصاديا ، و تشدد على أن العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن والرياض قوية . السعودية ليست دولة صغيرة، كما يعتقد بايدن ، بل يعرف العالم انها كبيرة ،بمواقفها ومواقف رجالها ولديها ملك قادر على حل اصعب المشكلات وقائد شاب صاحب رؤية وقرار ويدرك اهمية القرارت التي يتخذها والتي تعود بالنفع على السعودية وحلفائها.
تفكير الولايات المتحدة بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة او تجميد العلاقات معها ليس لصالح الامريكان وخاصة ان السعودية من اهم اسواق السلاح الأمريكي، وتساعد الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة على خفض نسبة البطالة بها إلى حد كبير .
الولايات المتحدة اليوم تعاني اقتصاديا وبايدن فشل في سياسته الداخلية والخارجية وتصرفاته لاتنم على انه رئيس للولايات المتحدة والذي من المفترض ان يكون رئيس ملتزم ويحافظ على علاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء.

قرار أوبك والأزمة مع الولايات المتحدة 
السعودية لم تتخذ القرار بشأن تخفيض النفط إلى ٢ مليون برميل يوميا منفردة بل هناك دول في اوبك بلس مع السعودية وهذا القرار يهدف إلى مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء .
السعودية تعمل مع اوبك بلس، على الحفاظ على عدم ارتفاع اسعار النفط وثباتها ، دون التأثير على العالم وهي لها علاقات جيدة مع دول كبرى مثل روسيا والصين ، لكنها علاقات اقتصادية بالدرجة الاولي والعالم قائم اليوم على الاقتصاد والمصالح الاقتصادية المشتركة ولم يعد العالم اليوم يستعمل السياسة عصا ،لكي يلوح بها لاخافة الناس .
اوبك بلس نجحت في اتخاذ قرار تاريخي وسوف يساهم هذا القرار في الحفاظ على سوق النفط لصالح الجميع .
بايدن رجل يظن ان السعودية دولة يمكن ان يتحكم في قراراتها او التأثير عليها او انها يمكن ان تكون تابعة لدولة تتحكم في مصيرها وإذا كانت السعودية كذلك لماذا بدأ جولاته الخارجية بزيارة السعودية .
التصريحات العدائية ضد السعودية ، تؤكد ان الديمقراطيين علامة فشل وانهم دعاة خراب ونسبة كبيرة داخل الاوساط السياسية الامريكية غاضبة من التصريحات العدائية ضد المملكة ، ويرون ان الولايات المتحدة كان الاولى ان تضع يدها في يد السعودية ودول اوبك بلس لوقف نزيف اسعار النفط ، ويعرفون أنه ربما ترتفع اسعار النفط لاسعار قياسية، بسبب التخبط الذي تعانيه الإدارة الأمريكية.
السعودية تستطيع ان تتخذ النفط سلاح لكنها لم تفعل ذلك والعلاقة التاريخية بين واشنطن والرياض اكبر بكثير من اسعار النفط وهي تخدم مصالح البلدين والشعبين السعودي والامريكي .

السعودية و دورها الاستراتيجي في الشرق الأوسط 
دول كثيرة جربت في السابق قطع العلاقات مع السعودية لكنها خسرت كثيرا وعادت إلى المملكة .
الشرق الاوسط ساحة معارك كبيرة والسعودية دولة كبرى نجحت دبلوماسيتها في حل الازمات والصراعات على مر التاريخ ،ويمكن ان تلعب دورا كبيرا في الازمة الروسية الاوكرانية، وهي تعمل على دفع الطرفين إلى حوار جاد والتفاوض ،وهي التي وقفت في ازمة كورونا مع الدول الكبرى لمواجهة الوباء ،وهي عضو فاعل ونشط واستضافت مجموعة العشرين، وهي التي تراهن اليوم على شرق اوسط جديد يمكن ان يصبح اوروبا الجديدة.
الولايات المتحدة سوف تخسر حليف مهم واستراتيجي إذا ظلت على موقفها والقاء اللوم على السعودية بشأن قرار اوبك بلس والذي تم اتخاذه بالإجماع واعتقد ان دول كثيرة تتمنى ان تكون السعودية حليفة وشريكة لهم .
اوباما خلال فترته لم تكن علاقته مع السعودية على افضل مايرام واليوم بايدن يكرر التاريخ مرة اخرى ولم يتعلم من اوباما والسعودية طرف هام ومعادلة صعبة سياسيا واقتصاديا، والعالم يتأثر عندما يتعرض اي معمل لتكرير النفط في السعودية إلى تعطيل او استهداف، لاقدرالله، كما حدث في استهداف الحوثيين قبل ذلك لمنشآت نفطية بالسعودية .
مرة اخرى، نقول للولايات المتحدة انتم بحاجة إلى احترام مصالح الدول واحترام عقل القائمين عليها ،و يجب احترام الشعوب والبحث عن مصالح مشتركة مع الجميع وليس البحث عن مصلحة الولايات المتحدة فقط.
السعودية تربح دائما وزيارة بايدن الاخيرة الى السعودية ربما ادرك ان الشرق الاوسط تغير كثيرا ولم يعد يثق بالامربكان وان دول الشرق الاوسط باتت تبحث عن مصالحها الاقتصادية اولا ولن تسمح للامريكان او غيرهم سرقة ثرواتهم او التحكم في مصيرهم او تهديد امنهم القومي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى