مقالات و آراء

خلايا الجسم وبني البشر و دورة الحياة من الفكر الجماعي للفكر المتكامل

كتب / دكتور تامر ممتاز 

تتشابه خلايا الجسم مع بنى البشر .. كلاهما لهم عقل .. كلاهما يأكلون ويشربون ويتنفسون .. كلاهما يموتون ويُستبدلون بآخرين
كلاهما بالطبع كيانات مستقلة ولكنها مع ذلك لا يمكنها العيش بمفردها فلابد لها من تكامل مع آخرين
كلاهما قد يتعرضون للضغوط ويصيبهم الجنون ويهاجمون خلايا المناعة مما يهدد مصير الجسم ككل

وكما ان على كل خليه ان تحافظ على كل خلايا الجسم لتحيا فعلى كل انسان ان يحافظ على بنى البشر وعلى كل اوجه الحياه على الأرض والا فلا امان ولا سلام ولا حياه الا بحياة سليمة تشمل الجسم ككل

ولهذا فان كل الذين يهتمون بسلامتهم وامانهم وسعادتهم الشخصية دون الاهتمام بسلامة وأمان وسعادة الآخرين لن تتحقق سلامتهم ولا امانهم ولا سعادتهم الا بنظرتهم الشاملة نحو تصور حكمة الحياه كجسم متكامل ولا يمكن للأنانية ان تضمن استمرار حياته
لذا :
علينا ان نخرج من إطار الفكر الفردى ليس فقط للفكر الجماعى انما للفكر المتكامل فى كل شىء
ولنتذكر اننا جميعا خلايا جسد أبينا آدم عليه السلام وانتشرنا فى ربوع الارض لغرض إعمارها قبل ان تنقضى حياتنا عندما يأتى وقت الرحيل الذى يحين فجأه بلا مقدمات معلناً انتهاء قصتنا على الارض

وما يتبقى منا هو الأثر .. أثر فى الأرض مهما كان طبيعته سينساه الناس يوما ما فمن منا يتذكر جد جده وما سيتبقى منا بالمنطق هو صورة ثابتة عليها شريط باللون الاسود او فيديو معروف احداثه .. فقط للذكرى
ولكن
أثر السماء فهو الأثر الخالد عند اهل السماء ورب العالمين
علينا رسالة جئنا هنا لأجلها ونتحمل مسئوليتها
علينا ان نراعى الله فى القول والعمل مما يُجمِّع ولا يُفرق ومما يبنى أوطاننا ولا يهدم ومما يزرع الأمان ولا يهدد بالخطر

فان تكاملت اعمالنا واقوالنا نحو هذا الهدف صلُح الجسد كله ليكون أمانا وسلاماً وسعادة لمن حولنا وتحقق كل ذلك بالتبعية لنا

سنسأل انفسنا كل يوم سؤالاً : ماذا قدمنا لحياتنا لنأخذ منها وماذا سنفعل فى يومنا من أجل إعمار الأرض قبل انتهاء قصتنا ؟
الإجابة : علينا ان نحقق انتاجية تكفى استهلاكنا وتزيد .. مؤمنين ان الله قدَّر فى الأرض أقواتها ليوم القيامة وان اى خلل فى سلامة دورة الحياه سببت جوعاً او معاناة للخلق هو مسئوليتنا لضمان استمرار الحياة لكل الخلايا وفى كل أنحاء الجسم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى