سياسة

زيارة ماكرون إلى واشنطن والتوافق الأمريكي الفرنسي 

بقلم :أحمد المالكي
كاتب متخصص في الشؤون الأمريكية والعلاقات الدولية والقضايا السياسية
زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة ولقاء بايدن جاء نتيجة العلاقة القوية بين واشنطن وباريس وهذه العلاقة أكد عليها ماكرون في لقاء مع الجالية الفرنسية في الولايات المتحدة وهذه العلاقة من وجهة نظر ماكرون والمصالح الامريكية الفرنسية هي علاقة اقوى من اي شيء في ظل طموح الرئيس الروسي بوتين والذي جعل الولايات المتحدة مترابطة مع فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي من اي وقت مضى لمواجهة طموح بوتين وهذه المواجهة تحتاج إلى توافق في الرؤى الامريكية والاوروبية .
ماكرون يزور الولايات المتحدة لأول مرة منذ تولي الرئيس الامريكي بايدن وكان استقباله في البيت الابيض يؤكد حرص بايدن على العلاقات الأمريكية الفرنسية وقوة الملفات التي تجمعهما والتي تمتد إلى الشرق الأوسط وأفريقيا بالإضافة إلى تجاوز خلافاتهما المرتبطة بصفقات عسكرية وتجارية واستثمارات الولايات المتحدة في أوروبا والتي يراها الأوروبيون أنها قد تشكل خطراً على تماسك أوروبا .
بايدن وماكرون تطرقا إلى أمور كثيرة ومنها التنافس الأمريكي مع الصين والذي قد يؤثر سلبا على أوروبا وأيضا تمت مناقشة ملفات تتعلق بالحرب الروسية الاوكرانية والمظاهرات في إيران بالإضافة إلى قضايا اخرى تتعلق بالامن والسلم الدوليين .
اوروبا اليوم تواجه مشكلات عديدة تتعلق بالطاقة ونقص الإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة ولذلك زيارة ماكرون إلى الولايات المتحدة هي لإيجاد سبيل للتعاون الأمريكي حول موضوع الغاز المسال مع أوروبا خاصة أن أمريكا تقف في وجه روسيا وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا وتدعم حلفائها وشركاؤها الأوروبيون في الناتو لمواجهة الخطر الروسي على أوروبا ورغم محاولات الأوروبيون في تقوية العلاقات مع أمريكا بعد ما ساءت في عهد إدارة الرئيس السابق ترامب يحاول بايدن والاوروبيون إصلاح ما تم إفساده في عهد سلفه والواقع الروسي فرض عليهم واقعا جديدا يحتاج إلى تعاون قوي بين الولايات المتحدة وأوروبا .
بايدن اعلن إنه مستعد للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا أوقف الحرب والرئيس الفرنسي رفض فرض إملاءات على أوكرانيا في القبول بأي تسويات لا تريدها أوكرانيا والموقف الأمريكي واضح في دعم أوكرانيا أن الولايات المتحدة ستظل تدعم أوكرانيا في حربها وسوف تحاول تقديم كل الدعم من اجل اصلاح البنى التحتية والكهرباء من اجل التخفيف على الأوكرانيين من تأثير الشتاء عليهم في ظل استهداف روسيا الكهرباء في أوكرانيا واستخدام الشتاء كسلاح في الحرب .
الاجندة الامريكية والفرنسية أصبحت موحدة من أي وقت مضى وتجاوزت كافة الخلافات بينهما والبيان الامريكي الفرنسي كان واضحا فيما يتعلق بالصين وإيران والحرب في أوكرانيا ويبدو أن زيارة ماكرون إلى الولايات المتحدة سوف تؤدي إلى صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية مع فرنسا وسوف يزداد التعاون الامريكي الفرنسي في التجارة والاستثمارات لكن سوف تظل الحرب الروسية الاوكرانية أكبر تحديا يواجه الولايات المتحدة وأوروبا بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت مطالبة بالدفاع مع دول الناتو عن أي خطر روسي يستهدف الحلفاء في الحلف ويبقى مسألة انضمام أوكرانيا وفنلندا والسويد أمرا معلقا في ظل التهديد الروسي بأن أي نشر لقوات الناتو في هذه الدول سوف يؤدي إلى أن تصبح دول الحلف في مرمى نيران روسيا .
السؤال الذي يمكن أن يسأله الجميع بعد زيارة ماكرون إلى الولايات المتحدة والنداء الأمريكي روسيا بوقف الحرب واستعداد بايدن للتواصل والاتصال مع بوتين ..هل يستجيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نداء الرئيس الامريكي بايدن بوقف الحرب والتخفيف من معاناة الأوكرانيين قبل مواجهة شتاء صعب ؟
هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى