
كتب … طارق تغيان
لم تكن الحرب العالمية الثانية تخفي العديد من المصائب والجرائم التي وقعت بحق المدنيين والعسكريين ,
وإن ٌطمست من عقول المؤرخين والفلاسفة .
ربما يتوجب علينا أن نبحث كثيراً في كتب المؤرخين أو كتب التاريخ كما يقولون , فالحرب هي الحرب لن
تخفي شيء , يجب أن نتذكر ونتفكر الكثير من الحوادث التاريخية والتي مازالت تؤرق ذهني أنا ” طارق تغيان ” الباحث في الشؤون التاريخية .
لم تكن قصة الكتيبة اليابانية والتي افترستها التماسيح عند عبورها
مستنقع مليء بالطين والتماسيح والثعابين والحشرات السامة خوفاً من الأسر تحت ظل القوات البريطانية الفاشية تلقي لي بالاً بل
كنت أتفقد المصادر التاريخية في يوم الجمعة الماضية بعد فترة الغداء, وفجأة قرأت عن قصة تلك الكتيبة العسكرية ,والتي لم تذكرها الكثير من المصادر, والمراجع التاريخية والتي
تخص بريطانيا العظمي ” المملكة التي لا تغيب عنها الشمس كما يقولون ….. عموماً عزيزي القاريء لن أرهق عقلك بطرح الكثير من التساؤلات
الغبية التي ليس لها واقع, فالواقع هو الذي يحدد مصير الحقيقة أو الواقعة كما يقولون في كتب التاريخ .
دعني أسرد لك هذه الفاجعة من أجل دراستها ومعرفة الحقيقة المره والتي جعلت من هؤلاء الأوروبيين قتلة
مأجورين وليسوا عسكريين يحاربون بشرف فالشرف لم يمر علي هؤلاء . “القوات الفاشية البريطانية “
من أقسى وقائع الحرب العالمية الثانية، مقتل مئات الجنود اليابانيين، والسبب هو افتراسهم بواسطة التماسيح، وتعد هذه الواقعة هي الأكثر دموية في التاريخ.
القصة من بدايتها ………………………….
حاصرت قوات الجيش البريطاني الجنود اليابانيين، في أثناء الحرب العالمية الثانية، في جزيرة استوائية،
وكانت الطريقة الوحيدة لكي يفر اليابانيين هي أن يعبروا مستنقع مائي، ولكن المفاجأة القاتلة أن هذا المستنقع كان يسكنه تماسيح مفترسة.
حدثت تلك الواقعة للقوات اليابانية بعدما احتلت جزيرة تسمى “الرامي”، التي تقع في خليج البنغال، أثناء الحرب العالمية الثانية، في أوائل عام 1945.
واحتاجت القوات البريطانية إلى قاعدة جوية في منطقة جزيرة “الرامي”، من أجل شن المزيد من الهجمات ضد اليابانيين، وفي نفس
الوقت دخل الآلاف من الجنود اليابانيين الجزيرة، مما تسبب في معركة مرهقة، استمرت لمدة 6 أسابيع.
كان الجانبان عالقين في مواجهة، واحتلت قوات المشاة البحرية الملكية البريطانية، بمساعدة لواء المشاة الهندي،
36 موقعا لليابانيين، ودارت مناورة أدت إلى محاصرة حوالي 1000 جندي ياباني.
ثم أرسل البريطانيون للمجموعة المحاصرة خطابا يقولوا لهم فيه إنهم يجب أن يستسلموا، ولم تكن هناك
وسيلة للوصول إلى الكتيبة اليابانية الرئيسية أو لم يكن هناك سبيل للهروب إلا مستنقع طوله 8 أميال،
مليء بالأشجار والطين، وبالرغم من ذلك لم يستسلموا، وقرروا أن يعبروا المستنقع.
ولكن لسوء حظهم، كان المستنقع مليء بتماسيح المياه المالحة الفتاكة القاتلة، ورصدت القوات البريطانية الوضع من بعيد، على حافة المستنقع،
ولم يتتبعوهم، لأنهم كانوا يعرفون فخ الموت الذي ينتظر اليابانيين.
تماسيح المياه المالحة هي أكبر الزواحف في العالم، يزن ذكورها حوالي نصف طن، ويصل طولهم إلى 5 أمتار، أما الإناث فتزن طن كامل،
وتبلغ أطوالهم 7 أمتار، والمستنقعات هي موطنها الطبيعي، والبشر لا قدرة لهم على التغلب على سرعتها وحجمها وخفة حركتها وقوتها.
أدرك اليابانيون أن تلك التماسيح تأكل البشر، ولكنهم واصلوا التقدم على أي حال، ولم ينج الكثير من هؤلاء الجنود.
وبعد فترة وجيزة من دخولهم الستنقع، بدأ الجنود اليابانيون بمواجهة التماسيح والجفاف والجوع، والبعوض والعناكب والثعابين السامة والعقارب.
ولم تظهر التماسيح إلا بعد أن تعمق الجنود في المستنقع، والأسوأ من ذلك أن تماسيح المياه المالحة حيوانات ليلية، وتتفوق في أخذ الفريسة في الظلام.
ومن بين الـ1000 جندي الذين دخلوا المستنقع، لم ينج سوى 480 شخصًا، وذكر كتاب موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية أن هذا هو أكبر هجوم تماسيح في التاريخ.
هل كان من الواجب علي هؤلاء المساكين الإستسلام ؟؟
ومع ذلك ، تختلف تقديرات عدد القتلى، وما يعرفه البريطانيون هو أن 20 رجلاً خرجوا من المستنقع على قيد الحياة وألقي القبض عليهم،
وعدد الرجال الذين ماتوا بسبب التماسيح لا يزال مطروحا للنقاش، لأن لا أحد يعرف كم عدد الجنود الذين ماتوا بسبب الجفاف أو الجوع مقابل الافتراس.
ويقال أيضاً أن أنه قد استسلم 50 جندياً فقط للقوات البريطانية وعند إستجوابهم قالوا لهم ماحدث بالتفصيل
في النهاية ….
الحرب لن ترحم أحداً بل قضت وستقضي علي كل شيء ….
المصادر التاريخية
اليابان والحرب … د. محمد توفيق
الحرب العالمية … د . سكرنر جوبلز
جرائم تاريخية …. د. كوينز مارتنز
الحرب ………. د . سعد مأمون