تاريخنا الخالد

“كافور الإخشيدي ” العبد الذى حكم مصر !!

 

كتب طارق محمد احمد تغيان

هل سمعت يومًا عن كافور الإخشيدي ؟ إنه أحد أشهر حكام مصر في عصر الدولة الإخشيدية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة لمؤسس الدولة محمد بن طغج الإخشيدي، والإخشيد هو لقب وليس اسم يعني بلغة أهل فرغانة (أحد أقاليم ما وراء النهر، قرب باكستان حاليًا) ملك الملوك، وكان محمد بن طغج ينتمي إلى ملوك فرغانة، ثم التحق بخدمة والي مصر ومرت الأيام وأصبح هو والي مصر، وفي أحد الأيام اشترى عبدًا أسود بصاص (أي لعينيه بريق) مشقوق الشفاه، وقد أطلق عليه اسم كافور الإخشيدي، ثم أعتقه وقربه منه وجعله من كبار قواده لما رأى فيه من عزم وحزم وحسن تدبير.

هو أبو المسك كافور بن عبد الله الإخشيدي، وكان يعرف بلقب اللابي نسبة إلى إقليم اللاب بالسودان، وعرف أيضًا بلقب الليث (وفقًا لما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان)، وقد أجمع المؤرخون على أنه كان عبدًا، خصيًا، حبشيًا أسود اللون، قبيح الشكل ثقيل الوزن، وقد اختلفت المصادر في تحديد مولد كافور، وأشار البعض أنه ولد في عام 308 هجريًا على أساس أنه جُلب لمصر وهو في سن 14 عاما، وقد اشتراه تاجر زيت ثم باعه إلى محمود بن وهب بن عباس الكاتب، ثم اشتراه منه الإخشيدي.

قام محمد بن طغج الإخشيدي بتربية كافور وتعليمه فنون القتال، بالإضافة إلى اللغة العربية، والحساب، والعلوم الشرعية وحفظ القرآن، ثم جعله من المقربين حتى أصبح أقرب المقربين إليه ثم أعتقه، وتعلم في بلاطه شؤون الدولة، وأصبح من كبار قواد محمد بن طغج، فعهد إليه بتربية ولديه أبي القاسم أنجور وأبي الحسن علي، وأصبح لقب كافور الإخشيدي الأستاذ.
وعمل كافور على إخماد الفتنة التي نشبت في دمشق بهدف نهب خزائن الإخشيد، فقام بجمع الأموال ووضعها في أكياس وربط الأكياس بالحجارة ووضعها في بركة، إلى أن خمدت الفتنة، كما وكل إليه الإخشيد قيادة الجيش في مواجهة سيف الدولة الحمداني، في معركة قرب مدينة حلب وانتصر فيها كافور.

توفي محمد بن طغج وتولى الحكم ابنه أنجور، بعد أن أقره الخليفة العباسي المطيع لله على مصر والشام، وكان أنجور لا يزال صغيرًا عمره 14 عاما، فتولى الوصاية مربيه أبو المسك كافور، وأصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد إلى أن توفي أنجور وهو في عمر 25 عاما، وتولى أخوه علي بن الإخشيد وكان كافور وصيا عليه أيضًا، ودام حكم أبي الحسن علي بن الإخشيدي 6 أعوام، وتوفي علي بن الإخشيد وظلت مصر أيام بدون

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى