سياسة

هل تنجح الولايات المتحدة في الضغط على حكومة نتانياهو المتطرفة بعد تصرفات بن غفير ؟

بقلم : أحمد المالكي

كاتب متخصص بالشؤون الامريكية والعلاقات الدولية والقضايا السياسية 

 

بعد اقتحام ايتمار بن غفير وزير الامن القومي الاسرائيلي المسجد الاقصى لمدة ١٣ دقيقة في استفزاز واضح وصريح للشعب الفلسطيني والمسلمين رفضت الولايات المتحدة هذا التصرف الاحمق من متطرف ينتمي إلى حكومة يمنية متطرفة بزعامة نتانياهو الحكومة التي سوف تسبب مشاكل كثيرة إذا استمرت بهذه الطريقة وبالإضافة إلى الرفض الامريكي خرجت ردود فعل دولية منددة بهذا الاقتحام من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية والإسلامية .

للاسف تصرف بن غفير قد يؤدي إلى انتفاضة فلسطينية جديدة ويشعل الاوضاع في القدس ولا نستبعد إشعال حرب دينية سببها تصرف لشخص غير مسؤول في. حكومة تخضع للمتطرفين وتقبل هذه الحكومة قتل الفلسطينيين دون ان تدرك خطورة ذلك على الاسرائيليين ولذلك الولايات المتحدة اعلنت ضرورة الحفاظ على الوضع القائم واعلن السفير الامريكي في اسرائيل ان الولايات المتحدة معنية بالحفاظ على الوضع القائم وفي الوقت الذي اعلن فيه نتانياهو تعميق الاتفاقيات مع الدول العربية التي وقعت على التطبيع مع إسرائيل وعددها ٦ دول عربية والتوقيع مع مزيد من الدول العربية قام بن غفير بالدخول إلى الحرم القدسي وادى ذلك إلى التنديد الشديد والاستنكار من الدول العربية التي وقعت مع اسرائيل اتفاقيات ابراهيم .

اسرائيل تمارس القمع والوحشية وتعتقل الاطفال وتقوم بهدم منازل الفلسطينيين وبناء المستوطنات ولا احد يتحرك لذلك من الطبيعي ان تأتي حكومة اسرائيلية متطرفة لا تحترم حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام ولاتحترم الحقوق الدينية وتقوم بالاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس .

قبل يوم من دخول بن غفير إلى الحرم القدسي كان هناك اتصال بين وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن ونظيره الاسرائيلي إيلي كوهين ودارت المكالمة حول الحفاظ على امن اسرائيل وضرورة عدم التصعيد وضرورة ان يكون هناك حل الدولتين والحفاظ على الوضع القائم وفي اليوم الثاني استيقظ العالم على اقتحام وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير باحات المسجد الاقصى في مشهد يؤكد على البلطجة الاسرائيلية في عدم احترام القوانين وقرارات الشرعية الدولية .

الولايات المتحدة مطالبة بالضغط على حكومة نتانياهو للحد من تصرفات قد تؤدي إلى مزيد من العنف والدماء والرئيس الامريكي بايدن بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية اعلن انه سيتعاون مع نتانياهو لكن هذا التعاون مهم في كبح جماح حكومة هي الاخطر في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي .

مصر إدانت تصرف بن غفير واستدعت الاردن السفير الاسرائيلي واعلنت السعودية والإمارات وتركيا إدانت واستنكار هذا التصرف .

الوضع في اسرائيل ينذر بانفجار والولايات المتحدة والدول التي طبعت مع اسرائيل عليهم التحرك سريعا والحصول على ضمانات بعدم التصعيد لان اسرائيل تسعى إلى تجاهل المجتمع الدولي وتسعى إلى بناء مزيد من المستوطنات غير الشرعية وتسعى إلى ممارسة مزيد من القمع والاعتقالات وهناك تصريح خطير خرج على لسان مسؤول متطرف يحرض على قتل ٥٠٠ فلسطيني امام قتل اسرائيلي واحد وهذه التصريحات لها تأثيرات سلبية على الوضع الداخلي في اسرائيل وتقلل من فرص تحقيق السلام في المستقبل .

الولايات المتحدة تنشغل بحرب اوكرانيا والقضية الفلسطينية لم تعد من اهتماماتها وهذا الانشغال بالحرب الروسية الاوكرانية يشجع اسرائيل على القتل وممارسة جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني وايضا الاتحاد الاوروبي لم يعد له دور في الضغط على إسرائيل لكن العالم اليوم عليه مسؤولية كبيرة مع وصول حكومة تجمع متطرفين ولايعترفون بالسلام ويتجاهلون تواجد الشعب الفلسطيني في التواجد على ارض فلسطينية وهذه الحكومة سوف تسعى إلى الاستمرار في محاولات تهويد القدس والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى وسوف تواصل هذه الحكومة جرائم من سبقوهم في اعتقال الرموز والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية وتمنع المسلمين والمسيحيين في القدس من اداء الصلاة .

الجامعة العربية ادانت تصرف بن غفير لكن لابد من تحرك قوي للجامعة العربية بالتواصل مع الاطراف الدولية لممارسة الضغط على اسرائيل لوقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ولابد ان يكون هناك اجتماع عربي دولي بحضور الولايات المتحدة الضامن للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والاتحاد الاوروبي لوضع حد للمهازل التي تنجم عن تصرفات اسرائيلية ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .

نجاح الولايات المتحدة في الضغط على حكومة نتانياهو التي تدعي حفاظها على الوضع القائم سوف يكون صعبا امام رئيس وزراء يخشى من اشخاص متطرفين داخل حكومته لكن اسرائيل سوف تواجه عواقب وخيمة إذا لم تلتزم بالسلام وضبط النفس والشعب الفلسطيني سوف يظل يقاوم ويدافع عن ارضه والرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن هدد باللجوء إلى مجلس الامن .

الحل الوحيد هو التدخل الجاد من الولايات المتحدة ودعوة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على حل الدولتين والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية بالإضافة إلى احترام الحقوق الدينية وعدم المساس بالمقدسات وإذا رفضت اسرائيل السلام سوف تدفع الثمن ولايوجد حل غير السلام لان العنف سوف يولد مزيد من العنف والدماء والتاريخ سجل ومازال يسجل جرائم الارهاب الاسرائيلي والتخاذل الدولي في التغاضي عن جرائم الاحتلال وسياسة الكيل بمكيالين .

واخيرا نتانياهو مجرم قديم لديه سجل من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى إنه فاسد وهناك معارضة كبيرة له في اسرائيل ترفض توليه منصب رئيس الوزراء وترفض حكومته المتطرفة ولا نعلم ربما لم تكمل هذه الحكومة مدتها ويحدث امورا تجعل عمر هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة قصير خاصة ان الولايات المتحدة رفضت هذه الحكومة لكنها هنأت نتانياهو ورفضت تصرفات بن غفير باقتحام الاقصى لكن تظل الولايات المتحدة حريصة على امن اسرائيل ولن تقبل ابدا تعريض الاسرائيليين الى الخطر وسوف تواصل الضغط المستمر على حكومة نتانياهو والتي سوف تقبل في النهاية بالضغط الامريكي رغم صعوبة الوضع الحالي وهذا الضغط لتشجيع مزيد من الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل والحفاظ على امن واستقرار الشرق الاوسط .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى