كتب /كريم عادل
التاريخ المصري ظهر فيه العديد من الثورات العظيمة و التي شكلت عامل هام و مؤثر في تشكيل التاريخ المصري و تشكيل تاريخ الشرق الأوسط بشكل كامل .
و نرى في التاريخ العديد من هذه الثورات العظيمة مثل ثورة 30 يونيو التي جاءت لتصحيح المسار الذي كانت تسير فيه مصر.
وجاءت ثورة 30 يونيو بعد ثورة 25 يناير العظيمة و التي قام بها الشباب المصري من أجل حصول الشعب المصري على الحرية و العدالة الاجتماعية و التخلص من الظلم و القهر و الاضطهاد .
و جاءت من بعدها ثورة 30 يونيو لتصحيح المسار الذي ذهبت و سارت فيه البلاد بعد وصول الإخوان للحكم حيث قضى محمد مرسي عام كامل لحكم مصر.
وفي خلال هذه الفترة ارتكب مرسي العديد من الأخطاء الفادحة مثل قيامه باصطحاب رجال الأعمال من الإخوان المسلمين معه في زياراته بالخارج لعقد الصفقات الخاصة بالإخوان المسلمين.
وقد استضافت بعض هذه الصفقات الاحتياطي النقدي للبلاد و افتعال الأزمات مع القضاء العالي، وذلك من خلال محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس مرسي و اخونة كل المؤسسات الصحفية، والسيطرة على الرأي العام من خلال تعيين أفراد من جماعة الإخوان المسلمين بالمؤسسات الصحفية وكذلك إقصاء مجموعة من قيادات الثقافة والفنون والآداب
وبدأ تأسيس حركة تمرد في 26 أبريل 2013، وذلك لتمهيد لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وبالفعل استطاعت الحركة جمع حوالي 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي، ودعت بعض القوى السياسية إلى تظاهرت لعزل الرئيس مرسي ، وإجراء الانتخابات مبكرة، ودعا وقتها الرئيس مرسي هذه القوى السياسية للحوار، لكن هذه القوى رفضت الحوار.
تم تشكيل جبهة سميت جبهة الإنقاذ الوطني بقيادة محمد البرادعي ، وذلك لإنقاذ مصر من حكم الإخوان المسلمين، وظهر مرسي بخطاب مخيب لآمال المصريين، وتمسكت الجبهة بعمل انتخابات مبكرة.
أما شيخ الأزهر احمد الطيب فقد حذر من حدوث حرب اهلية وان كل شخص يتحمل مسؤوليته أمام الله عز وجل وان الانجراف وراء هذه الحركات المعارضة تنذر بعواقب وخيمة.
وتكونت مظاهرات تندد بحكم الرئيس مرسي لمصر، وترفض حكم الإخوان المسلمين لها و تصاعد درجة الخلاف بين جموع الشعب المصري و كانت البلاد على بعد خطوات من الفتن و الخلافات التي كانت ستشتعل بين فئات الشعب المصري.
كان هناك انقسام قد بدأ يظهر بين فئات الشعب و بدأ كل جزء يختلف عن الأخر و كانت البلاد مهددة بحالة من المواجهات بين كل هذه الفئات مما كان يهدد الحياة في مصر .
ولهذا جاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح كل هذه الأوضاع التي كانت تهدد مصر بأكملها
في يوم 30 يونيو تجمع عدد كبير من مؤيدي الرئيس مرسي في الذكرى الأولى لتوليه المنصب
وتركز عدد منها في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وجزء بميدان التحرير
بينما تجمع ملايين من الشعب المصري أمام قصر الاتحادية وميدان التحرير، وطالبوا بعزل الرئيس مرسي.
في يوم 1 يوليو 2013م أصدر الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها أول بيان للجيش المصري بالوقوف بجانب الشعب المصري ضد الرئيس مرسي.
وتم اصدار بيان من الجيش المصري للمطالبة بإسقاط الرئيس.
في يوم 3 يوليو أعلن وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس محمد مرسي و تولية رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور إدارة شؤون البلاد بشكل مؤقت في فترة رئاسية انتقالية.
و تم تعطيل العمل بالدستور و العمل على تنفيذ كل هذه الخطوات التي تم الاتفاق عليها من خلال جميع القوى الوطنية و التي عرفت باسم خارطة الطريق و التي أشرف عليها القوات المسلحة المصرية .
و بعد هذه الأحداث نجحت الثورة في تحقيق ما طالبوا به من تعطيل العمل بالدستور و إسقاط حكم الإخوان و العمل على الإعداد لانتخابات رئاسية جديدة .
و الجدير بالذكر انه خلال أحداث ثورة 30 يونيو سقط العديد من الضحايا من الجانبين من المؤيدين للرئيس محمد مرسي و من المعارضين له و الخارجين على حكمه حيث أنه كان هناك العديد من الاشتباكات و الصدامات المختلفة و التي انتهت بفض اعتصامي النهضة و رابعة العدوية.
وتم بالفعل تلبية نداء الشعب المصري برحيل عهد الإخوان المسلمين إلى الأبد وانقاذ مصر من مصير مظلم على يد القائد و الرئيس العظيم عبد الفتاح السيسى