سياسة

استهداف إيران والقضية الفلسطينية اتفاق وتباين بين الولايات المتحدة واسرائيل .

بقلم :أحمد المالكي

استهداف إيران من اسرائيل في الآونة الاخيرة خيار اسرائيلي بعد تخلي الولايات المتحدة عن ملف الاتفاق النووي الذي لم يعد من اولوياتها واصبحت اسرائيل في مواجهة صريحة مع إيران بمساندة امريكية واضحة سواء كانت الولايات المتحدة راضية او رافضة لهذا الاستهداف بهذا الشكل لكن يبقى الملف الايراني محل اتفاق واضح بين الولايات المتحدة واسرائيل وهذا اتضح جليا مع زيارات المسؤولين الامريكيين إلى إسرائيل واصبح التنسيق بينهما يشمل التنسيق الامني والسياسي والعسكري لكن يبقى التباين بشأن الملف الفلسطيني مع اختلاف إدارة بايدن حول الطريقة التي تدير بها حكومة نتانياهو الملف الفلسطيني بمزيد من الدماء والعنف وعدم احترام الحريات الدينية وهذا يجعل الولايات المتحدة تقف امام اسرائيل للحفاظ على الوضع القائم من اجل امن اسرائيل وحتى لايتطور الامر الى اسوأ من ذلك ومع التحذيرات الامريكية لاسرائيل بشأن الممارسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين تصر اسرائيل الضرب بهذه التحذيرات عرض الحائط بل وتهدد بمزيد من التصعيد الغير مبرر في الوقت الحالي خاصة مع الطموح الامريكي بتوسيع دائرة اتفاقيات ابراهيم وضم مزيد من الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل لكن الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني تجعل التطبيع على المحك خاصة ان هناك دولا عربية ترفض التطبيع مع إسرائيل في الوقت الحالي وتطالب ان تعترف اسرائيل بكافة الحقوق الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ م وعاصمتها القدس الشرقية .

الولايات المتحدة تزيد من دعمها إلى الشعب الإيراني الرافض لسياسة نظام الملالي القمعية وتوسع من دعمها من خلال دعم الكونغرس الأمريكي للشعب الإيراني واتفاق واضح للحزبين الديمقراطي والجمهوري حول المظاهرات في إيران وضرورة تقديم مساندة للشعب الإيراني ضد الأساليب القمعية للنظام بالإضافة إلى اعتماد خيار المواجهة مع إيران في الشرق الأوسط وخارجه خاصة مع تزايد الدعم الإيراني للجماعات الإرهابية في الشرق الاوسط وايضا مساندة روسيا في الحرب على أوكرانيا بالإضافة إلى أن هناك تخوفات من تقديم روسيا الدعم العسكري لحماية المنشآت الإيرانية من الاستهداف وهذا جعل الولايات المتحدة تتعاون مع اسرائيل على نطاق أوسع بمزيد من المناورات المشتركة الكبرى في رسالة تهديد إلى اعداء امريكا واسرائيل واصبحت اسرائيل اليوم مطالبة بتقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا للوقوف في وجه التحالف المعادي للولايات المتحدة خاصة أن روسيا وإيران موجودان بقوة في سوريا وإسرائيل لديها تخوفات مستمرة من التواجد الإيراني في سوريا وقامت بعمليات تستهدف الوجود الإيراني الذي يهدد حدودها وتواجدها في هضبة الجولان وبحسب تصريحات سابقة من مسؤولين في الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل نجحت في تقليص عدد المليشيات الإيرانية في سوريا ونجحت في استهداف الطموح الإيراني في سوريا لكن ماذا عن الدعم الإيراني إلى روسيا في حربها وانعكاساته ايضا على الوضع في سوريا ؟.

القضية الفلسطينية في اصعب مراحلها والتفكك الفلسطيني ساهم بشكل كبير في الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم ولا يمكن أن نتجاهل فشل المصالحة الفلسطينية إلى اليوم والذي ساهم في توسع إسرائيل في تطبيعها مع الدول العربية وايضا جعل اسرائيل في موقف قوة مع انحسار دور المقاومة الفلسطينية والتي أصبحت رهنا لعوامل وتحكمات خارجية وتستخدم فقط لاهداف سياسية واصبحت ايران هي المتحكم الرئيسي في المقاومة او بالاصح جماعات تحتكر المقاومة وتسيطر على الوضع واستفادت ماليا على حساب القضية الفلسطينية لكن بلاشك أن المقاومة الحقيقية ما نراه اليوم من تضحيات الشباب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ويبقى الدور المصري والأردني في الحفاظ على ماتبقى من القضية الفلسطينية وهذا ما يجعل الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على إسرائيل للتراجع عن السياسة الاسرائيلية المقيتة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة يوميا ضد الشعب الفلسطيني .

اسرائيل اختارت التوسع في المواجهة مع إيران سواء داخل الاراضي الفلسطينية باستهداف جماعات المقاومة التابعة لإيران او خارجيا من خلال استهداف منشأت إيرانية داخل إيران وايضا استهداف التواجد الإيراني خارجها .

عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لم تعد محل نقاش أو تركيز من الولايات المتحدة لكن بحسب المسؤولين الامريكيين ان الخيار الدبلوماسي قائما لكن إذا تطلب الامر اكثر من ذلك الولايات المتحدة جاهزة لسيناريو آخر وهي على استعداد للمواجهة عسكريا ضد إيران لكن في الوقت الحالي الرسائل التي تقدمها الولايات المتحدة أن الإرهاب الإيراني يجب أن يتوقف وأن أسلوب القمع والقتل والتهديد الذي يمارسه النظام الإيراني ضد شعبه يجب أن يتوقف وأن استهداف المعارضة الإيرانية في الخارج غير مقبول ويجب أن يتوقف .

الولايات المتحدة واسرائيل في حالة تفاهم مستمر للخطر الإيراني لكن التباين أصبح واضحا في القضية الفلسطينية والتوسع الاسرائيلي في العنف ومحاولات ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية يجعل الولايات المتحدة مختلفة مع حكومة نتنياهو المتطرفة وتضغط عليها من أجل التوقف عن التصعيد حتى لو مازال السلام متجمدا لكن اسرائيل لاتعرف بالسلام ولا تحترم اتفاقيات السلام على مر التاريخ .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى