من هنا وهناك

الملكة كليوباترا “اسرار لم تكشف بعد.

 

كتب طارق محمد احمد تغيان
قليلون منا من يعرفون شيئا عن نسل الملكة كليوباترا السابعة، آخر ملوك البطالمة الإغريق على مصر. فالملكة الشابة (توفيت عن 39 عاما فقط) ولم يتم العثور على مقبرتها إلى الآن لنعرف حمضها النووي ونؤكد أين هي سلالتها على وجه التحديد. 

كانت الملكة في بداية عهدها زوجة لأخيها الملك بطليموس الثالث عشر، في عام 50 قبل الميلاد، ومن بعده تزوجت من أخيها الثاني بطليموس الرابع عشر (الصبي)، زواجا إسميا، كان شائعا في تلك الفترة لأسباب سياسية، وقد مات ذلك الأخير بعد ثلاث سنوات عن عمر يناهز 15 عامًا. ويقول المؤرخ الروماني بلوتارخ، (والذي كتب عن الملكة في تاريخه لسيرة يوليوس قيصر) وقال إنها لم تنجب من أخويها بالطبع، ولكنها أنجبت إبنًا واحدًا من زوجها اللاحق يوليوس قيصر، أُطلق عليه لقب (كايصريون، أو قيصرون بالعربية) بالإضافة إلى 3 أبناء من زوجها التالي (أو عشيقها) مارك أنتوني. فيكون نسلها محصورا في أولئك الأربعة فقط، ولكن أين هم؟ 

تقول بعض الروايات إنه في العام 30 قبل الميلاد، وبعد أحد عشر يومًا من إنتحار الملكة الأسطوري، اجتاح الجنود الرومان مدينة الإسكندرية عاصمة البلاد ، وأمر أوكتافيوس بقتل القيصرون بن كليوباترا من قيصر، وكان في سن السابعة عشرة، ليقطع عليه أي حق في المطالبة بعرش والده! وبوفاة الثلاثة (الولد وأمه وأبيه) انتهت دولة البطالمة في مصر، والتي تحولت إلى مقاطعة تابعة للإمبراطورية الرومانية.

أما عن أولاد الملكة من مارك أنتوني، والتي تقول الروايات إنهم ثلاثة، توأمان ولد وبنت ثم ولد اخر وُلِد بعدهما، فكان اسم الصبي الأول ألكسندر هيليوس وأُطلق على الفتاة اسم أمها كليوباترا سيلين، وقد اصطحبهما أوكتافيوس إلى روما وعهد بتربيتهما الى أخته، زوجه مارك انتوني السابقة، وهنا نجد بعض المعلومات المتضاربة، أو الغامضة حول ما حدث لهما. فيقال إن الفتاة تزوجت من حاكم إقليم إفريقيا الجديدة (موريتانيا) وعاشت معه في الشمال الأفريقي وماتت شابة في عمر 35 عاما. بينما الصبي من المحتمل أن يكون قد مات شابًا أيضا في روما، أو مفقودًا في إحدى جزر البحر الأبيض المتوسط. أما ابن كليوباترا الثالث (اخيهم) وكان اسمه فيلادلفيوس، فالمعلومات عنه أيضا قليلة او منعدمة، كونه وُلد قبل أربع سنوات فقط من وفاة والديه، وفقًا لما يقوله بلوتارخ.

أما بالنسبة لمن يرغب في العثور على شخص في هذا العالم ينحدر من كليوباترا، والتي يقول المؤرخون إن جمالها ربما كان عاديًا، ولكن شخصيتها أو كاريزمتها كانت من النوع الذي يأسر القلوب، فقد يجد ذلك النسل في سوريا، حسبما ذكر أحد الباحثين في مقال مطول على موقع (العربية). ففي منطقة “تل أبو صابون” قرب مدينة حمص، غرب سوريا ولد عام 78 م وعاش آخر سليل معروف لها. وكان مواطنًا رومانيًا، وكان إسمه جايوس يوليوس سامبيروساموس. وكان حفيدا الملك السوري جايوس يوليوس سهايموس، المعروف باللغة العربية باسم “سُحيم الحِمصي”، وهو زوج الأميرة “دروسيلا” المعروفة باسم “الموريتانية الصغيرة” وابنة بطليموس الموريتاني حفيد كليوباترا السابعة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى