سياسة

الولايات المتحدة الامريكية تدشن عهدا جديدا مع شعوب القارة الإفريقية

بقلم :أحمد المالكي


كاتب متخصص بالشؤون العربية والعلاقات الدولية

قمة امريكية إفريقية في واشنطن وحرص من الولايات المتحدة على بداية عهدا جديدا مع شعوب القارة الإفريقية التي تعاني من مشكلات كبرى.

حيث مازالت افريقيا ، في حاجة إلى دعم دولي لمواجهة التحديات الصعبة في عالم تتنافس فيه القوى الكبرى على حساب الشعوب الفقيرة .

الولايات المتحدة ادركت بعد ٨ سنوات من انعقاد القمة الامريكية الإفريقية الأولى في ٢٠١٤ م انها لابد من  تدشين شراكة جديدة مع افريقيا وتستمع إلى صوت الشعوب الإفريقية التي تعاني من الفقر وتردي الاوضاع الصحية .

وحرك النفوذ الصيني والنفوذ الروسي في افريقيا الولايات المتحدة نحو القارة السمراء وإعلان بداية التعاون والشراكة مع ابناء القارة السمراء .

مصر الدولة الإفريقية الاولى التي ادركت اهمية افريقيا والتعاون مع اشقائها وهي بوابة العبور إلى إفريقيا بالإضافة إلى انها حليف وشريك استراتيجي للولايات المتحدة.

وهي التي نبهت الولايات المتحدة إلى ضرورة التعاون مع الشعوب الإفريقية وتقديم الدعم الجيد لهم بالإضافة إلى الاستثمار في القارة ومصر بدات هذه الخطوة مبكرا في تدشين منتدى افريقيا في ٢٠١٨ م وفتحت طريقا جديدا من التعاون مع الاشقاء في القارة السمراء .

الولايات المتحدة اليوم تتحرك نحو افريقيا وهي تريد ان تلحق بركب الاستثمارات الصينية في افريقيا والتي تتمحور حول البنى التحتية.

وسوف تقدم الولايات المتحدة ١٠٠ مليون دولارا من اجل مبادرات الطاقة النظيفة والمتجددة في القارة السمراء بالإضافة إلى ٨٠ مليون دولارا من اجل الرعاية الصحية.

وهناك حديث امريكي حول استثمارات نقدر بمبلغ ٥٥ مليار دولار في افريقيا لكن رغم ذلك امريكا مازالت بحاجة إلى تعزيز تواجدها في افريقيا في ظل تواجد فرنسي وصيني و روسي .

وهي بحاجة إلى وضع رؤية حقيقية لمواجهة الإرهاب الذي استفحل وتفشى في القارة السمراء واصبحت مرتعا للتنظيمات الإرهابية الاشد خطورة من داعش.

وايضا تعزيز الاستقرار السياسي ودعم الحريات والديمقراطية في ظل تواجد انظمة يصعب التعامل معها وبعضها لايؤمن بالديمقراطية .

امريكا اليوم ادركت ان نجاح افريقيا بات امرا ضروريا للغاية من ذي قبل وان هذا النجاح سوف ينعكس إيجابا ليس على افريقيا فحسب بل على الولايات المتحدة والعالم .

و ايضا ان تقدم وتطور القارة السمراء سوف يعود بالنفع على العالم ولذلك التعاون الامريكي مع القارة السمراء سوف يؤدي إلى معالجة مشاكل القارة سياسيا واقتصاديا وامنيا.

بالإضافة إلى الحفاظ على استقرار القارة الإفريقية وهذا سوف يؤدي إلى تراجع موجات الهجرة غير الشرعية التي تخرج من البلدان الإفريقية واصبحت تمثل عبئا على دول كبرى.

امريكا اصبحت تؤمن بان الحل هو  الاستثمار في افريقيا والتوجه بها نحو التصنيع والإنتاج واستخدام تكنولوجيا حديثة تساهم في رفع الإنتاجية وتعود بالنفع على القارة والعالم  .

الامن هو اكبر التحديات الهامة اليوم في افريقيا وإذا نجحت الولايات المتحدة في معالجة مشاكل الامن ومواجهة الإرهاب في القارة السمراء سوف يكون بداية جديدة لافريقيا .

والولايات المتحدة تدرك اهمية ذلك و تدرك اهمية الاستثمار في العنصر البشري ولذلك القمة الامريكية الإفريقية هي للتأكيد على ضرورة الاستماع الى الشركاء  في افريقيا .

وايضا سوف يقوم المسؤولين الامريكيين بزيارات إلى الدول الإفريقية وإيجاد وسيلة من اجل ان يكون لافريقيا مقعد دائم في مجلس الامن وايضا تواجد الاتحاد الافريقي في مجموعة قمة العشرين .

افريقيا اليوم اصبحت لديها فرصا افضل والاستثمار في القارة السمراء سوف يكون فرصة حقيقية لشعوب القارة من اجل بداية حياة جديدة تنهي معاناة الماضي.

لكن سوف يظل التنافس الصيني الامريكي قائما وسوف يزداد التنافس في افريقيا والولايات المتحدة لديها استراتيجية جديدة من اجل افريقيا وشعوبها .

وإذا كانت الصين بدات مبكرا الاستثمار في افريقيا ،فإن الولايات المتحدة سوف تعمل جاهدة بالتعاون مع كل الشركاء في إفريقيا في كافة المجالات حتى لا تترك القارة  فريسة للتنين الصيني .

شراكة امريكية إفريقية دفاعية وتجارية واستثمارية جديدة بمليارات الدولارات واتفاق تاريخي في التجارة الحرة يؤكد اننا امام عصر جديد للقارة السمراء.

وتوجه امريكي واضح نحو افريقيا لكن إلى اي مدى سوف يؤثر ذلك إيجابا او سلبا على افريقيا بسبب التنافس الامريكي والروسي والصيني على القارة .

الدول الإفريقية مطالبة اليوم بالاستغلال الجيد لهذا التنافس و عمل توازن بين الولايات المتحدة والصين في الدخول الى القارة حتى لاينعكس هذا التنافس سلبا على افريقيا.

وحتي لا ينقلب التاثير الايجابي إلى حربا امريكية صينية داخل القارة وربما يؤدي إلى انقسام الدول الإفريقية وتصبح الخاسر في النهاية .

افريقيا اليوم بحاجة الى شريك حقيقي وليس من يتعامل معها على طريقة استعمارية قديمة، والولايات المتحدة تدرك معاناة القارة مع الاستعمار.

وتدرك إن المعاناة مازالت قائمة ولكي تنتهي لابد ان تكون الشراكة قائمة على اسس قوية ومتينة حتى تصبح بعد ذلك هذه العلاقة نموذجا في العلاقات الدولية .

والضمان الحقيقي لهذا الاستمرار في النهاية انعقاد القمة بشكل سنوي لوضع رؤية وخطط باستمرار تواكب تطورات الواقع .

و اخيرا نتمنى ان نرى القارة السمراء في افضل حال امنيا وسياسيا واقتصاديا و ان تقدم امريكا دعما حقيقيا لافريقيا وشعوبها .

اظهر المزيد

Ahmed Abd-Elwahab

احمد محمد احمد عبد الوهاب قاص وصحفي بعدة صحف ومواقع إلكترونية _ رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة "الخبر اون لاين". _ مؤسس صفحة تاريخنا الخالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى