الصفحة العامة

حلم تأسيس الجمهوريات العربية.

 

كتب طارق محمد احمد تغيان

في أبريل من العام 1971 تم إعلان النية عن تأسيس ما سُمي لاحقا بإتحاد الجمهوريات العربية، هو بيان واتفاق وحدة لم يتم تطبيقه عمليًا بين سوريا ومصر وليبيا، في عهد الرؤساء حافظ الأسد والسادات والقذافي. وكان الغرض الاساسي لقيام هذا الاتحاد هو اندماج الثلاث الدول فى جبهة واحدة هدفها الأول هو مواجهة إسرائيل سياسيا وعسكريا.

وتم إجراء ثلاث استفتاءات متزامنة بشأن اتحاد الجمهوريات العربية يوم 1 سبتمبر 1971 فى مصر، وليبيا، وسوريا. واعتمد الاقتراح فى الاستفتاء المصرى بنسبة 99.9%، وفى الاستفتاء الليبى وافق على المقترح 98.6% من المصوتين، بينما صوت فى سوريا 96.4% لصالح الاتحاد.

وبعد الاستفتاء فى ثلاث دول فى الأول من سبتمبر، جاء إعلان الاتحاد رسميا في يناير 1972، وبحسب عدد من التقارير، فأن بداية التفكير فى إقامة الإتحاد بدأت منذ في 27 ديسمبر 1969، عندما اجتمع الرئيس المصري جمال عبدالناصر والعقيد الراحل معمر القذافي، قائد الثورة الليبية، ورئيس مجلس قيادة الثورة السودانية، جعفر النميري، في طرابلس ليبيا، ووقعوا ميثاقاً للتحالف بين الجمهوريات الثلاث، لكن الأمر انتهى بوفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، وخرج السودان من التحالف لعدم اقتناع نميري بشخصية السادات كخليفة لعبد الناصر!..

ولكن وبحسب كتاب “تاريخ الأقطار العربية المعاصر 1917 – 1970” تأليف الباحثين بمركز أكاديمية العلوم السوفيتية، فأن المفاوضات بدأت بين مصر وليبيا من أجل الاتحاد، وأعلن الجانب المصرى فى أبريل 1971، عن انضمام سوريا، ووقع رؤساء وفود الدول الثلاث اتفاقية حول اتحاد الجمهوريات، وكان الاتحاد يلزم كل بلد بفتح حدودها امام مواطني البلاد الاخرى بدون تأشيرة، والتبادل التجاري الحر بين البلاد الثلاثة دون جمارك او ضرائب، الامر الذي شجع السودان مرة اخرى بتقديم طلب للانضمام للاتحاد والعراق فيما بعد. ولكن الظروف السياسية حالت دون ذلك.

ولكن، وبعد استعداد الجبهة المصرية والسورية للحرب ضد إسرائيل ونجاح الجيوش العربية في العبور في اكتوبر عام 1973 ونجاح القوات السورية في تحقيق بعض المكاسب على جبهتها، اعترض العقيد القذافي لأنه لم يكن لديه علم مسبق بساعة الصفر لبدء القتال في سيناء وعلى الجبهة السورية، ولم يبذل السادات اي مجهود لاسترضائه بشكل عملي، مما أدى إلى سوء العلاقات بين البلدين، وبدء نوع من الحرب الباردة والتلاسن بين النظامين المصري والليبي على صفحات الجرائد وفي الاذاعات الرسمية، كما قام النظام الليبي بطرد العمالة المصرية لديه واعادتها اكثر من مرة خلال خمس سنوات.

ولكن السبب الأساسي لعدم نجاح الاتفاق هو اختلاف الدول الثلاثة على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وبموجب الاتفاقية تصبح مصر أول دولة عربية تعترف رسميا بإسرائيل وذلك مقابل استعادة شبه جزيرة سيناء من الإحتلال الإسرائيلي وتطبيع العلاقات. وعليه تم إعلان إنهاء الإتحاد رسميا من الجانب الليبي والسوري بعزل الرئيس أنور السادات من رئاسة الإتحاد عام 1977.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى