سياسة

خمسون عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية ” مصر والإمارات يداً واحدة”

بقلم:احمد المالكي
كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية

خمسون عاما من المحبة والاخاء والود بين الشعب المصري والشعب الاماراتي ولم يحدث في يوم من الايام ان اختلفت مصر والامارات في علاقتهما ومواقفهما وظل البلدان دائما نموذج للعلاقات الناجحة بين الدول ونموذج للعمل العربي المشترك.
دولة الإمارات من اهم دول المنطقة والعالم اليوم ونجحت في تحقيق إنجازات كبيرة في كافة المجالات وهي دولة تحتذي بها الدول لما وصلت إليه من تقدم وذلك باجتهاد ابنائها وعملهم واخلاصهم وتفانيهم في العمل حتى اصبحت الامارات كوكب آخر على سطح الارض .
مصر من الدول المهمة في المنطقة وهي القلب النابض وميزان التوازن في العلاقات بين الدول بالإضافة إلى انها الدولة التي تربط بين القارات المختلفة ودولة تاريخها كبير وعريق وهي منارة العلم وشعلة الحضارة والثقافة والدين الوسطي والفن وشعبها له بصمات وساهم في انتشار العلم في معظم الدول العربية ولذلك تدرك الإمارات الدور المصري التاريخي لابناء مصر ويدركون اهمية مصر وقوتها الاقتصادية والامنية وهي بوابة لافريقيا خاصة ان مصر لها دور كبير في الدول الإفريقية وهناك تواصل بين مصر والدول الافريقية واهتمام مصري بالعلاقات مع الدول الإفريقية ومنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي والعلاقات بين مصر والدول الافريقية في تطور وهناك تعاون متزايد في كافة المجالات .
الإمارات ومصر بينهما شراكة استراتيجية بدات في عهد الرئيس الراحل انور السادات عام ١٩٧١ واستمرت حتى اليوم وعرفت الامارات بمواقفها النبيلة والإنسانية بالوقوف بجانب الشعب المصري في كل الازمات والمحن حتى إن مصر تفتخر بهذه العلاقة مع دولة الإمارات الشقيقة وتوجت هذه العلاقة باستثمارات كبرى واصبحت دولة الإمارات العربية الاولى في الاستثمارات العربية في مصر وساهمت الاستثمارات الإماراتية في توفير فرص عمل لابناء الشعب المصري بالاضافة الى ان هناك نسبة كبيرة من الشباب المصري يعملون داخل دولة الإمارات .
التعاون المصري الاماراتي مر عليه اكثر من خمسون عاما وقفت الامارات مع مصر منذ حرب ١٩٧٣ م ومنعت البترول عن الدول التي تتعاون مع إسرائيل وتساعدها في حربها ضد مصر وهذا جعل مصر في موقف قوي في الحرب وساعدها في الانتصار على اسرائيل واسترداد اراضيها ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل قام المغفور له الشيخ زايد رحمة الله عليه بتوصية ابناؤه على مصر والشعب المصري ونفذ ابناء الشيخ زايد الوصية وحافظوا على العهد ومصر من الدول الاولى التي اعترفت بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة ولذلك مصر والإمارات تاريخ طويل من المحبة والود والإخاء بين الشعبين الشقيقين والمواقف بينهما دليل كبير على ان هذه العلاقة متجذرة وقوية والروابط التاريخية بينهما لايمكن ان تنتهي ابدا.
الامارات وقفت مع مصر ضد الفوضى والإرهاب واسرعت بتقديم الدعم للشعب المصري وما ان وقعت مصر في ازمة الا اسرع اولاد زايد في مساندة الشعب المصري ووقفت معه وساندته والإمارات تشعر بالمسؤولية التاريخية اتجاه مصر والشعب المصري.
مليارات الدولارات قدمتها دولة الإمارات لمصر وهي تعتبر امن مصر من امن الإمارات ومصر تعتبر امن الإمارات من امن مصر ودائما يكررها الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما يزور دولة الامارات الشقيقة وعندما يزور اخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مصر ومراسم الاستقبال الاخوية التي يحظى بها الرئيس عبدالفتاح السيسي في دولة الإمارات ويحظى بها الشيخ محمد بن زايد في مصر تؤكد اننا امام علاقة اخوية متينة وان هذه العلاقة تعود بالنفع على كافة الدول العربية بمنافع امنية وسياسية واقتصادية وعسكرية .
الإمارات هي الدبلوماسية الراقية التي تسعى دائما إلى استقرار الدول وتعمل من خلال دبلوماسييها على نشر ثقافة السلام وهي نموذج راقي في احترام الشعوب والتعايش السلمي مع كافة الاديان وفي نفس الوقت رغم الانفتاح الذي تعيشه دولة الإمارات تحافظ على ثقافتها وعاداتها وتقاليدها وتحافظ على مبادئ الدين الاسلامي ولذلك تهتم دولة الإمارات بوسطية مصر وذلك من خلال الاهتمام الاماراتي بمشيخة الازهر ودعم شيخ الازهر في مهمته ودائما هناك تعاون بين دولة الإمارات والازهر لنشر الدين الإسلامي الوسطي وتصحيح مفاهيم الدين ومواجهة الافكار الظلامية والمتطرفة خاصة ان دولة الإمارات تحارب الفكر الظلامي وتواجه الافكار المتطرفة وتعتمد في ذلك على مؤسسة الازهر .
الامارات مكسب لاي دولة تربطها علاقات بها لان اولاد زايد يقدرون علاقتهم بالدول الشقيقة ومصر كسبت قلوب اولاد زايد والشعب الاماراتي الشقيق ومواقع التواصل تشهد بهذا الحب من خلال تغريدات الاشقاء الإماراتيين على مواقع التواصل ونشر صور زيارتهم لمصر ودائما هناك تشجيع من الاشقاء في الامارات لزيارة مصر وتشجيع السياحة المصرية لما تتمتع به مصر من مناطق سياحية وحضارات مختلفة عاشت على ارضها .
مصر والإمارات على قلب رجل واحد ومواقفها اتجاه كافة القضايا العربية متوافقة وموحدة ولا يوجد اختلاف وهناك تنسيق مصري اماراتي مشترك ورؤى موحدة لخدمة قضايا المنطقة والدفاع عن الاشقاء في الدول العربية بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والدعم المصري والإماراتي للاشقاء في فلسطين .
عاشت دولة الإمارات العربية المتحدة في عز اولاد زايد وعاشت مصر قوية باشقائها الشعب الإماراتي الكريم وحفظ الله الإمارات ومصر من كل سوء وحفظ الله سمو الشيخ محمد بن زايد والرئيس عبدالفتاح السيسي .
تحيا الإمارات وتحيا مصر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى