واحة الأدب

“رحيم باشا” رواية في أجزاء يكتبها احمد عبد الوهاب.

رَحِيم بَاشَا ” رِوَايَةٌ يَكْتُبُهَا / أَحْمَدْ عَبْدِ اَلْوَهَّابْ ( تَدُورَ أَحْدَاثَ اَلرِّوَايَةِ فِي تِسْعِينِيَّاتِ اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي ) .
‏ ( 2 )
‏ كَانَ رَحِيمً بَاشَا طَوَالِ فَتْرَةِ إِنْشَاءِ اَلْفِيلَّا أَوْ بِمَعْنًى أَدَقَّ ” اَلْعِزْبَةُ ” ، يَنْزِلَ فِي أَحَدِ اَلْفَنَادِقِ فِي اَلْمَدِينَةِ اَلْقَرِيبَةِ مِنْ اَلْبَلْدَةِ اَلسَّاحِلِيَّةِ ، حَتَّى يُتَابِعَ اَلْعَمَلُ .

وَكَانَ يُسَافِرُ لِلْقَاهِرَةِ فِي زِيَارَاتٍ سَرِيعَةٍ خَاطِفَةٍ . وَسَاهَمَتْ أَنَاقَتُهُ اَلشَّدِيدَةُ وَالسِّيجَارُ اَلَّذِي لَا يُفَارِقُ فَمُهُ ، وَنَظَّارَتُهُ اَلشَّمْسِيَّةُ اَلَّتِي تُغَطِّي مُعْظَمَ وَجْهِهِ ، الي جانب سَيَّارَتِهِ اَلْفَارِهَةِ ، ذَاتِ اَلزُّجَاجِ اَلْغَامِقِ وَالسَّتَائِرِ اَلْمُسْدَلَةِ دَوْمًا ، وَأَيْضًا أُسْلُوبُهُ اَلْمُقْتَضَبُ اَلْحَاسِمُ فِي اَلْحِوَارِ ،   فِي تَشْكِيلِ هَالَةٍ مِنْ اَلمهَايَةِ وَالْغُمُوضِ حَوْلَ اَلرَّجُلِ .

وَإِنْ كَانَتْ أَمْوَالُهُ وَسَخَاءَهُ مَعَ مِنْ يَعْمَلُ مَعَهُ ، قَدْ دَفَعَا اَلْكَثِيرُ مِنْ أَهْلِ اَلْبَلْدَةِ لِمُحَاوَلَةِ اَلتَّقَرُّبِ مِنْ اَلرَّجُلِ ، وَالْفَوْزُ بِأَيِّ عَمَلٍ عِنْدَهُ .

حَتَّى أولئك الذين كَانَتْ لَهُمْ وَظَائِفُ ثَابِتَةٌ ، سَعَوْا لِلْعَمَلِ مَعَ اَلْبَاشَا ، لِلِاسْتِفَادَةِ مِنْ عَطَائِهِ اَلسَّخِيِّ .

كَانَتْ عِزْبَةُ اَلْبَاشَا تُطِلّ عَلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ ، وَاسْتَغَلَّ اَلرَّجُلُ كِلَابَهُ اَلشَّرِسَةَ وَرِجَالَ اَلْحِرَاسَةِ اَلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ عِنْدَهُ ، فِي فَرْضِ نُفُوذِهِ عَلَى اَلْمِنْطَقَةِ اَلسَّاحِلِيَّةِ اَلْمُوَاجَهَةِ لِأَرْضِهِ، وَأَصْبَحَتْ بِمَثَابَة شَاطِئٍ خَاصٍّ لِلْبَاشَا . مِمَّا جَعَلَ اَلْأَهَالِي يُؤَثِّرُونَ اَلِابْتِعَادُ عَنْهَا …. فَقَدْ كَانُوا بِطَبِيعَتِهِمْ لَا يَمِيلُونَ لِلْعُنْفِ وَالْمَشَاكِلِ ،

وَشَجَّعَتْهُ سَلْبِيَّةً اَلْأَهَالِي وَأَمْوَالِهِ اَلْكَثِيرَةِ اَلَّتِي اِشْتَرَى بِهَا سُكُوتُهُمْ ، خَاصَّةُ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُومُ بِبَعْضِ اَلْأَعْمَالِ فِي ظَاهِرِهَا خَيْرِيَّةً ، وَفِي حَقِيقَتِهَا اِسْتِعْمَارِيَّةً وَرَشْوَةَ مُقْنِعَةً – مَثَلاً تَبَرَّعَ بِمَبْلَغٍ مَالِيٍّ كَبِيرٍ لِلْمَسْجِدِ اَلرَّئِيسِيِّ بِدَعْوَى تَجْدِيدِهِ قَبْلَ رَمَضَانْ ، و تَبَرُّعً أيضا لِلْمَدْرَسَةِ وَالْوَحْدَةِ اَلصِّحِّيَّةِ – في فرض نفوذه على البلدة الهادئة…… يتبع 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى