سياسة

روسيا وحرب الطاقة والغذاء.

بقلم :أحمد المالكي
كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية
تشتعل الحرب الروسية الاوكرانية وتدخل مرحلة جديدة من التصعيد مع استخدام روسيا اساليب للضغط على اوكرانيا لكي تتنازل عن اراضيها امام الضغوط الروسية الهائلة على اوكرانيا ولكن في المقابل تتمسك اوكرانيا بالمواجهة مع روسيا واستخدام كافة الاساليب الدفاعية والإصرار على تحرير اراضيها من السيطرة الروسية عليها في ظل دعم امريكي وغربي هائل لاوكرانيا ماديا وعسكريا .
الاوضاع تتجه نحو تصعيد باستهداف البنية التحتية الروسية من جانب اوكرانيا واستهداف البنية التحتية الاوكرانية من جانب روسيا وهذا ما سوف يكون لها آثارا سيئة على روسيا واوكرانيا ودول اوروبا ولذلك لجأت روسيا إلى استهداف كل وسائل البنية التحتية الاوكرانية ومحطات الكهرباء بعد استهداف اوكرانيا جسر القرم وتفجيره في ضربة قاصمة لروسيا بالإضافة إلى اتهام روسيا بريطانيا استهداف خطوط الغاز نورد استريم ويبدو ان الحرب تدخل مرحلة تدميرية جديدة وتأخذ بعدا آخر ومنحنى خطير ربما اخطر في الوقت الحالي من التهديد باستخدام النووي الذي ربما يكون في المستقبل اولايكون رغم ان الجميع مقتنع تماما انه لابد من عدم استخدام النووي لانه سوف يدمر العالم لكن التدمير الذي تشهده اوكرانيا اليوم هو تدمير روسي متعمد لكي تضغط على اوروبا بوقف دعمها لاوكرانيا وهذا ما قاله بوتين بصراحة في تصريحات له وقال إن المانيا عليها ان تختار مصلحة شعبها او الوقوف مع اوروبا ضد روسيا وهذا تهديد صريح من بوتين لالمانيا وهناك تخوف كبير من انقطاع الطاقة في اوروبا واستخدام الطاقة من روسيا كسلاح ضد اوروبا .
الحرب في اوكرانيا اثرت على العالم واصبحت دول العالم تعاني من نقص إمدادات الحبوب واثر ذلك على ارتفاع اسعار الغذاء في العالم وقامت روسيا بتعليق مشاركتها في اتفاقية الحبوب لكن بحسب اردوغان قال ان بوتين مستعد لارسال الحبوب إلى دول فقيرة مثل السودان والصومال .
روسيا استخدمت المسيرات الإيرانية في الحرب لاستهداف العمق الاوكراني وادت هذه المسيرات إلى استهداف المدنيين وتدمير منشأت مدنية في كييف واليوم تستخدم اسلوبا جديدا باستهداف محطات الكهرباء التي كانت اوكرانيا تقوم بتصدير ها الى اوروبا لكن بعد تدميرها سوف تتأثر اوروبا وسوف يكون الشتاء صعبا على الجميع لكن هناك زيلنيسكي يحاول التصدي لهجمات روسيا على محطات توليد الكهرباء وايضا يرى ان الشتاء ربما سوف يكون لصالحه في التصدي للقوات الروسية على الارض وايضا روسيا ترى انها يمكن ان تحقق مكاسب في الشتاء من خلال الضغط على اوكرانيا وترى ان المعركة في الشتاء سوف تكون صعبة على اوكرانيا .
الدول الاوروبية تقدم كافة المساعدات والدعم العسكري بالإضافة إلى تدريب الاوكرانيين على اراضيها لكي يعودوا للقتال في اوكرانيا وصد الهجوم الروسي على اوكرانيا والولايات المتحدة وكندا يقفان مع اوكرانيا ويدعمان زيلنيسكي في حربه ضد روسيا .
الاوضاع اليوم تذهب إلى حرب طويلة ويطلق عليها حرب استنزاف لروسيا في ظل الدعم الغربي لاوكرانيا وهناك تشكيك في قدرات روسيا ولايمكنها الاستمرار في هذه الحرب طويلا لكن البريطانيين يراهنون على مقاومة الاوكرانيين للروس وترى بريطانيا ان الدعم الغربي واسع وهائل ويمكن بالامكانيات الغربية إعطاء روسيا درسا قاسية في الحرب .
الشتاء على الابواب والحرب مستعرة والجميع يحاول سكب الزيت على النار في هذه الحرب بدلا من التهدئة واستخدام الدبلوماسية لإيقاف الحرب وإنقاذ ارواح المدنيين قبل العسكريين مع سقوط اعداد هائلة من الارواح في هذه الحرب .
التهديدات التي يطلقها كل طرف في هذه الحرب مدمرة ما بين تهديد نووي وقنبلة قذرة واستهداف البنية التحتية ومحطات الكهرباء كل هذا يؤكد اننا امام صراع على نظام عالمي جديد يمكن ان يتشكل بعد هذه الحرب التي لاتبقي ولاتذر لكن يبدو اننا امام حرب سوف تكون طويلة وحتى لو توقفت لن يستمر توقفها كثيرا في ظل إصرار بوتين على المواجهة حتى النهاية ولم يعد يخشى من الدعم الامريكي والاوروبي لاوكرانيا بالإضافة إلى طموح بوتين الذي يتجاوز حدود اوكرانيا الى اوروبا .
الاتحاد الاوروبي يقف عاجزا امام تأمين احتياجات المواطن الاوروبي من الطاقة والكهرباء في الشتاء والحديث عن بديل للغاز الروسي يحتاج إلى وقت طويل لكن الشتاء لن يكون رحيما بالاوروبيون هذا العام إذا لم تتوفر احتياجاتهم من الغاز مع انخفاض درجات الحرارة إلى درجات كبيرة تحت الصفر .
روسيا تضغط بكل قوة وهي تعلم انها قادرة على استخدام الغاز والطاقة سلاحا اقوى من النووي وتراهن بهذا السلاح عن تخلي الاوروبيون عن اوكرانيا .
الايام القادمة سوف تكشف لنا المزيد من الاحداث وسوف تتكشف لنا المزيد من الحقائق والعالم يترقب هذه الحرب ويتمنى إيقافها على احر من الجمر .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى