واحة الأدب

“رَحِيم بَاشَا” رِوَايَةٌ في أجزاء يَكْتُبُهَا/ أَحْمَدْ عَبْدِ اَلْوَهَّاب .

“رَحِيم بَاشَا” رِوَايَةٌ يَكْتُبُهَا/ أَحْمَدْ عَبْدِ اَلْوَهَّاب (تَدُورَ أَحْدَاثَ اَلرِّوَايَةِ فِي تِسْعِينِيَّاتِ اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي).
‏ (3)
‏أما مدام “إيفيلين” زوجة رحيم باشا، أو “إيف” كما يناديها، فكانت مثالا للجمال الأوروبي، وبرغم أنها علي مشارف الخمسينيات، إلا أن قوامها الممشوق وملابسها المتحررة بعض الشيء، جعلتها تبدو أصغر كثيرا من عمرها الحقيقي.
وتعتبر إيف هي العقل والرأس المدبر لكل مخططات وطموحات رحيم باشا، وان كانت غالبا لا تظهر في الواجهة التي تركتها له من واقع خبرتها بطباعه الشرقية.
‏كانت العلاقة بين إيف ورحيم تمثل ارتباطا بين ثقافتين مختلفتين، إلا أنهما حافظا باستمرار علي الود والاحترام المتبادل.
‏وحاولت إيف دوما أن تبدو زوجة مخلصة لزوجها الشرقي إلا أنها كانت تسمح أحيانا للبعض بركوب سفينتها في نزهات عابرة بعيدا عن عين رحيم باشا، وكانت تلك التجاوزات تحدث علي فترات متباعدة تعتبرها إيف نوعا من التجديد وكسر روتين الحياة، برغم اعترافها بأن “رحيم” كان ملاحا ماهرا قادر على قيادة سفينتها الجامحة بكفاءة تحسدها عليها نساء أوروبا، خاصة ممن وقعوا مع رحيم في بعض نزواته.
‏وعندما وصلت إيف إلى مصر عملت علي كبح جماح شهواتها خاصة أنها بعيدا عن بلدها، لكن مع انشغال الباشا بمشروعه الحلم في البلدة الساحلية، وابتعاده عن فراش إيف التي اعتادت علي وجودة كل ليلة، بدأت إيف تشتاق لتلك النزهات العابرة بعيدا عن فراش الزوجية، وبدأت تنتقي ممن يعملون في مشروع الباشا من يستطيع أن يعيد إليها رائحة عطر الشرق التي عشقتها من علاقتها برحيم.
‏وكانت إيف حريصة جدا في علاقاتها، فلم تكن أبدا تسمح لأحدهم بركوب سفينتها مرتين خوفا من افتضاح أمرها، ولسبب آخر… إن أصحاب تلك العلاقات كانوا يعملون لديها فكانت هي الطرف الأقوى وكانت مرهوبة الجانب، فلم يستطع أحدهم أن يشبعها أو ينجح في كبت زمام شهوتها…يتبع

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى