من هنا وهناك

طاهر باشا.. والي مصر الذي «طارت رقبته»!!

 

كتب: طارق تغيان

في يناير عام 1799م عقدت الدولة العثمانية حلفا مع انجلترا بغرض طرد الفرنسيين من مصر، وتعهدت بحشد مائة ألف مقاتل ودفع الأسطول العثماني بغرض استعادة مصر. وقد عمدت للاستانة، كالعادة فى مثل هذه الأحوال، إلى إبلاغ الزعماء المحليين او حكام الولايات بتجنيد ما لديهم من رجال. وهكذا فقد انطلق إلى مصر آلاف المقاتلين الأرناؤوط (الألبان) بقيادة زعمائهم المحليين من أمثال طاهر باشا ويوسف بك وطالب بك وعمر بك فريوني ومحرم بك ورجب أغا شكودراني وغيرهم

وأدى هذا التدفق المتواصل إلى تضخم عدد الأرناؤوط في مصر، حتى بلغ عددهم عشرة آلاف، وهذا اكثر بكثير من الحامية العثمانية الانكشارية الرسمية. ولذلك شكل الأرناؤوط مجموعة متماسكة ترتبط بزعيم واحد، وهكذا فقد تمكن زعيمهم الأول طاهر باشا من السيطرة على الوضع بعد طرد الوالى محمد خسرو باشا فى مطلع عام 1803، حيث اختاره عدد من جنود الإنكشارية، مما دعا قاضى البلد بتعيينه قائمقاما، أي نائبا للوالى إلى أن يأتي فرمان سلطاني بتثبيته أو تعيين وال آخر. وتعارض ذلك وقتها مع طموحات محمد علي سرجشمة، الضابط الذي كان ضمن تلك المجموعة، والذي لعب دورا كبيرا في الاطاحة بالوالي السابق خسرو باشا، وعمل نفس الشيء مع طاهر باشا حين تولى منصبه. فقام باستعداء الجنود ضده بدعوى تأخر مرتباتهم وعطاياهم، وعندما ذهبوا ليطالبوه فإحتد النقاش بينهم عندما تحدث إليهم طاهر باشا بصلف وسب أحد الجنود، فاستل ذلك الاخير سيفه وضرب عنق الباشا بحركة سريعة، ثم اخذ رأسه وألقاها من النافذه أمام كل زملائه لتنتهى ولاية طاهر باشا والتي لم تتعدى العشرين يوما! ثم نهب الجنود خزانة الوالي ووزعوا الاموال على بعضهم.

وانتشر الخبر بعدها في كل شوارع القاهرة لتزداد الفوضى في البلاد، وتنتقل رئاسة فرقة الأرناؤوط للضابط محمد علي ليقترب خطوة اخرى من هدفه الذي يسعى إليه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى