تكتبها /سارة جمال
روى الفنان الراحل “عبد الله غيث” كواليس تصوير فيلم الرسالة بنسختيه العربية والإنجليزية قائلا بالنص:
“كان التصوير أولا بالمشهد الإنجليزي، وبعده العربي، قلت حلو قوي أنا هشوف أنتوني كوين بيمثل ازاي وأنا ممثل كويس يعني هعرف أقلده وإذا قدرت أضيف عليه حاجة هضيف”. وإذ بأنتوني كوين يوم التصوير يفاجئني مفاجأة مذهلة، جاء السكرتير الخاص به قالي لو سمحت كلم مستر كوين، قابلته ،فقال:” أنا ليا عندك رجاء، أنا عاوزك تمثل انت قبلي لأني عاوز أتعلم منك كيف يكون الإنسان العربي، لأني لم أقتنع بتمثيل الممثلين الإجانب”.
وأضاف غيث: «من شدة خوفي قرأت الفاتحة أكثر من مائة مرة، ولا أعلم من أين أتتني تلك السكينة التي بدت علي في أول مشاهدي، وأديته على أكمل وجه، ووقتها أشاد كوين بأدائي وقال بعد تأدية مشهده ـ عبد الله غيث أفضل مني».
خشي عبد الله غيث_من وجهة نظره_ من ضآلة حجمه مقارنًة بأنتوني كوين، في حين أن الأخير أراد أن يتعلم منه، وكأن التاريخ يعيد نفسه باستمرار؛ ليخبرنا أن تقدم الغرب عنا ليس لتفوقهم أو لعبقريتهم الفذة، الأمر كله أنهم أخذوا كل ما توصل إليه العرب وأضافوا إليه، في حين أننا توقفنا طويلا، والغرب يُدركون جيدا أننا إن استيقظنا من سباتنا العميق سنسبقهم بمئات السنين؛ لهذا يفعلون كل ما يجب فعله كي يطول سباتنا، بعدما زرعوا داخلنا فكرة أننا كُسَالى ولا نفلح في أي شيء، فما كان الحصاد إلا تصديق تلك الفكرة بل وتطويرها، نحن فقط بحاجة ماسة إلى تقدير أنفسنا وستبهرنا النتيجة لا محالة.
