كتب / احمد عبد الوهاب
مجالا جديدا يطرقه “التغير المناخي” , تلك الظاهرة التي لم تدع مجالا إلا وتركت بصماتها عليه.
ففي ظل ارتفاع درجات الحرارة عالميا ، تواجه الطائرات مشكلة في عملية الإقلاع، قد تؤدي لوقف السفر عبر السماء.
كيف يؤثر تغير المناخ على إقلاع الطائرات؟
ارتفاع درجات حرارة الأرض يصعب إقلاع الطائرات من مطارات معينة، ومع تزايد موجات الحر، تمتد المشكلة إلى المزيد من المطارات.
وبحسب اقوال المختصين ،فإن التحدي الأساسي الذي يواجه الطائرة أثناء إقلاعها هو ثقل وزنها ، وأن الجاذبية تريد إبقائها على الأرض.
و من أجل التغلب على الجاذبية يجب توليد قوة رفع ، تعتمد على عدة عوامل، من أهمها درجة حرارة الهواء.
ويؤدي ارتفاع درجة الحرارة لتمدد الهواء، وبالتالي يقل عدد الجزيئات المتاحة لدفع الطائرة لأعلى.
لذلك نجد ان الحرارة الشديدة تجعل إقلاع الطائرات أكثر صعوبة وفي بعض الظروف القاسية يمكن أن يصبح الأمر مستحيلا.
و تؤثر هذه المشكلة بشكل خاص على المطارات المتواجدة على ارتفاعات عالية، حيث يكون الهواء أرق بشكل طبيعي.
درجات الحرارة ليست فقط المؤثرة على الإقلاع، وانما هناك عوامل اخري أيضا.
منها انخفاض الرياح المعاكسة على طول المدرج، فهي مفيدة للإقلاع، وهناك الأدلة علي ان تغير المناخ يسبب تباطؤ للرياح.
السؤال هنا …هل تسببت هذه الأمور في إلغاء رحلات فعلا ؟
نعم ، ففي عام 2017، تم إلغاء عشرات الرحلات على مدار أيام في مطار سكاي هاربور، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 48.8 درجة مئوية .
والان هل هناك حلول ممكنة لهذه المشكلة؟
بحسب اراء بعض الخبراء ، ان هناك حلولاً مطروحة.
منها تحديد مواعيد المغادرة في الصباح الباكر او المساء المتاخر بعيدا عن حرارة منتصف اليوم.
ايضا ، اعتماد المواد المركبة مثل ألياف الكربون لهياكل الطائرات لتخفيف الوزن.
كذلك توفير قوة دفع إضافية وأسطح ديناميكية هوائية أكبر، للمساعدة في اقلاع الطائرات.
ايضا ، إطالة مدارج الطائرات، على الرغم من أن هذا قد لا يكون ممكنا في جميع المطارات خاصة في المناطق الجبلية.
وبرغم كل تلك الحلول المطروحة ، الا ان المشكلة قد تزداد سوءاً في ظل التغير المناخي السريع .
يبقي فقط الامل، في ان يكشف المستقبل عن تطور تكنولوجي جديد قد يساهم في حل المشكلة وإلا سيكون علينا لزاما ان نودع السفر عبر السماء.
