سياسة

هل يمكن أن تردع أمريكا واسرائيل التهديدات الإيرانية ؟

 

بقلم :احمد المالكي

كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية 

تمثل إيران تهديدا خطيرا على امن واستقرار الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج وتستخدم إيران مليشياتها في تنفيذ عمليات قذرة لاستهداف منشأت النفط وتهديد الملاحة البحرية في مياه الخليج والبحر الأحمر وباب المندب وهذا يؤثر على العالم ويؤدي الى حالة من عدم الاستقرار في أسعار النفط بالإضافة حركة التجارة الدولية التي تتأثر بالعمليات الإرهابية التي تقوم بها ايران في البحر .

الولايات المتحدة تركز على مواجهة التهديدات البحرية وتحاول من خلال تواجدها في مياه الخليج من مواجهة أي خطر إيراني محتمل وتعمل الإدارة الامريكية على تنفيذ نظام دفاعي متكامل لمواجهة إيران جوا وبحرا من خلال انظمة دفاعية متطورة لمواجهة مسيرات إيران وصواريخها البالستية وهذا الموضوع كان محور المناقشة الامريكية والاسرائيلية في حوار المنامة وطالبوا إيران بالتوقف عن تهديد أمن جيرانها في الخليج والتوقف عن تهديد أمن الملاحة البحرية و  اعلنت الولايات المتحدة انها احبطت هجوما وشيكا على المملكة العربية السعودية وترفض إسرائيل اي اتفاق امريكي مع إيران لأنها ترى أن اي اتفاق لا يؤدي إلى أمن واستقرار المنطقة يستهدف إسرائيل في المقام الأول ولذلك تقوم اسرائيل من وقت لآخر باستهداف إيران في الداخل وتعمل مع الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الإيرانية خاصة ان إيران تستهدف السفن الإسرائيلية في مياه الخليج أمام سواحل عمان والامارات ولذلك تعمل اسرائيل على مواجهة التهديدات الإيرانية .

دول الخليج تضررت كثيرا من الاستهداف الإيراني لسواحلها بالإضافة إلى أنها أحبطت عددا كبيرا من العمليات الإرهابية التي تقوم بها إيران داخل البحر ومنعت السعودية ودول التحالف العربي وصول السلاح الإيراني إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن والتي كانت تصل أحيانا داخل المساعدات الأممية إلى اليمن .

المجتمع الدولي أصبح مسؤول اليوم عن تأمين الملاحة في الخليج بعد أن أدرك خطورة إيران على النفط والتجارة العالمية والحماية التي تقوم بها الولايات المتحدة هذه الايام داخل مياه الخليج سوف تؤدي إلى ردع إيران وتعطيل سلوكها الإرهابي في مياه الخليج مع اتجاه الولايات المتحدة إلى استخدام انظمة دفاعية متطورة يمكن بها مواجهة التهديدات الإيرانية .

اسرائيل لديها قلق من التهديدات الإيرانية خاصة انها مستهدفة من ايران وتحركات السفن الإيرانية مرصودة في البحر وخاصة التي تصل مياه الخليج ولذلك زيارة المسؤول عن اركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي إلى الولايات المتحدة تأتي لمناقشة المخاوف الاسرائيلية من التهديدات الإيرانية وتأخذ الولايات المتحدة الأمريكية التهديدات الايرانية مأخذ الجد بعد أن فشلت ادارة بايدن حتى الآن في التوصل إلى اتفاق مع إيران لإحياء اتفاق ٢٠١٥ م مرة اخرى بالإضافة إلى الدعم الإيراني لروسيا وامدادها بالطائرات المسيرة في الحرب الروسية الأوكرانية وهناك تعاون كبير بين إيران وروسيا لتصنيع المزيد من الطائرات المسيرة وهذا التعاون سوف يؤدي إلى خطر كبير على أوروبا وليس على أوكرانيا فقط .

إيران تعاني من ازمات اقتصادية بسبب العقوبات الامريكية والغربية  عليها وأدى ذلك إلى تفاقم الأوضاع وخروج الملايين من الشعب الإيراني إلى الشوارع للمطالبة بتحسين اوضاعهم وإسقاط النظام الإيراني بعد ان أصبحت إيران معزولة عن العالم وهذه الاحداث جعلت النظام الايراني يتهم الولايات المتحدة واسرائيل بدعم المظاهرات داخل إيران .

التهديد الإيراني للدول المحيطة بإيران تجاوز كل الخطوط الحمراء ووصل هذا التهديد إلى أوروبا والطائرات المسيرة التي كانت تستهدف دول الخليج اليوم تستهدف أوكرانيا وغدا لا احد يعلم من يمكن أن تستهدف هذه الطائرات التي أصبحت تستخدمها روسيا بشكل رسمي وذلك بسبب قلة التكاليف و استهدافها لمناطق في العمق .

الإدارة الامريكية مستعدة لأي سيناريو قادم مع إيران واستعدادتها في الخليج يؤكد أن أمريكا تقف لاي تحركات إيرانية بالمرصاد وتواجه اي محاولات لهجوم وشيك سواء في البر او في البحر او في الجو .

إيران اليوم باتت تهديدا عالميا ودخولها طرفا في الحرب الروسية الاوكرانية سوف يزيد من احتمالات المواجهة معها في أي مكان لكن حتى الآن النظام الإيراني يدرك جيدا ان امريكا لديها قدرة على ردعها وكذلك إسرائيل سوف تعمل مع الولايات المتحدة لردعها والأيام القادمة ربما يكون هناك تحالف عسكري شرق أوسطي مع أمريكا وإسرائيل لمواجهة إيران .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى