مقالات و آراء

يوميات مدمن متاعفي

كتب /حماد مسلم 

بداية الهلاك ودمار النفس من اخطر الافات وربما تكون ام الجرائم الادمان وانواعه المولد هو المختلفة في العاده الادمان صناعة مدمره وتتطور علي حساب الامزجه ويسقط فيها شبابنا ففي السطور التالية دراسة علي هيئة حوار مع النفس من يوميات مدمن متعافي اكتشفت بأنى كنت فى حال متأخره جدا ولكنى لم اكن ادرك ذلك مسبقا لانى كنت فى حالة انكار مستمرة مدعومة بتصرفات الاخر الخاطئه والتى هى من اثر حالة الادمان التى كنت عليها
ما ادركه حاليا هو اننى كنت لا اصلح كأب او زوج او ابن او حبيب او اخ او لأى دور انسانى
اكتشفت بان المشكلة الاكبر فى الادمان ليست بان اذهب الى عملى فى موعده وان اعامل مديرى برفق او اقتصد فى التعاطى وانما هو ذلك الحل الوقتى المزعوم والذى يورث الاحباط والفشل وعدم القدره على حل المشكلات او تحمل الالم والضغوط
لقد كنت اعلم سابقا ان اهم مرحله من مراحل الاقلاع والاستشفاء هو التسامح مع كل من حولك ممن كنت تظنهم ضدك ولكن الان ادركت لماذا
لانك الان ادركت كم كنت سيئا وانت تتعاطى ..
………..كلنا مذنبون
بعد قرائة بعض الكتب مثل كتاب ارادة الإنسان فى التعافى من الادمان
وثلاث كتب للدكتور العبقرى عادل صادق وغيرها من المواد النفسية والمتعلقة بالادمان
سالت نفسى اين كانت منى تلك المواد النفسيه سابقا لتنير لى لأرى ما اراه الان
اين منى امرأة وفرت لى هذه المادة العلمية واستغلت خبراتها فى الارشاد النفسي واستخدمت طريقا علميا ادبيا او نفسيا لتوفير الاستنارة اللازمة لأدرك ما ادركه الان
بدلا من التهديدات المستمرة بانهيار العلاقة او اتخاذ الادمان ذريعة لذلك
هذا لا ينفى انى كنت اتلقى دعما بالشهور الاولى من عام ٢١ ولكن فى ادراكى تحول بعد ذلك الى اسقاطات يائسه بانه لا شفاء لك ولا دواء وفى انتظار صافرة النهاية وطبقا لعلم النفس ونظرياته هذا احد اسباب تمسك المدمن بالحاله الادمانية
لا الوم احدا
لا لوم لأحد الا لنفسى على ما اسرفت
ولا عذر لى الا انى قد اقلعت
ولكن بعد ان وجدتنى فى مفترق طرق : اما ان اتوقف وفورا واستعيد نفسى وانتشلها او استكمل فى الطريق ذاته منتظرا جرعة زائده تنهى تلك المعاناة
وان كنت ارى بطولة فى ان اتوقف عن تلك العقاقير المنشطة التى يذهب البعض الى المصحات ليتوقفوا عنها ويفشلوا
ليعطينى سقفا عاليا من الامل والطموح والايمان بذاتى وقدرتى على تعويض ما خسرته طوال العشر سنوات الماضية
ولكن مع كل كتاب اقرأ عن التعافى من الادمان او العلاج المعرفى السلوكى ادرك اننى مازلت اسير على طريق ليس بقصير
طريق تقويم تلك الشخصية الادمانية وتحويلها الى شخصية قادره على كبح جماح رغباتها ايا كانت ابتداءا من المخدرات انتهاء بالحب والجنس والنساء قادرا على مواجهة الالم وتحمله موقن ان الألم ملهم وقائد للنجاح
وعليه …
بدأت الحظ بالفعل تغيرا ملحوظا فى طريقة تفكيري واسلوب تحليل المعلومات واستخلاص النتائج والوصول لقرارات
فبرغم انى سبق وتعرضت لأزمة فقد وظيفتى عدة مرات. (ولا اخفى دور التعاطى الأكبر فى ذلك.) وسبق لى فى كل مره ان خطر لى بأنه لابد ان يكون لى دخل اضافى وكل مره كنت اتوقف عند ان الامر يحتاج الى المزيد من المال لانشاء بيزنيس خارجى بالاضافة لعملى
ولكن فى هذه المره ارتأت لى فكره ان كانت سبقت لى قبل ثلاث الى خمس سنوات ربما كنت اليوم اعتمد عليها والفكرة هى لما لا ادرس او اتعلم فى مجال جديد عنى
همست لنفسى وانت شغال فى شغلك ادرس فى مجال تانى تكون بتحبه يكون ليك كدخل اضافى وانت شغال ودخل اساسى لو مش شغال
وبعد تفكير وجدت ان من اكتر المهن اللى بتجذبنى هى علاج ارواح البشر ودعمهم نفسيا ولانى بزعم انى بفهم فى الامور النفسيه او عندى نوع من الذكاء العاطفى
بدات على الفور اتفقد الدورات فى مقدمة علم النفس ونظرياته وفروعه وتحميل كتب فى مبادئ علم النفس فى محاوله للتعرف على هذا العلم بصوره اكاديميه متخصصه
استهوتنى جدا فكرة العلاج المعرفى السلوكى وعلاج الادمان او القلق والاكتئاب
ثم وانا وسط الكتب والمقالات استوقفتنى معلومه اكثر من مره وربما كان عندى سابق فكره عنها لكننى رأيتها بنظره اكثر جديه
المعلومه ان اغلب عيادات او دور الاستشفاء من الادمان هى لمتعافين من الادمان بعد اجتياز بعض الدورات النفسيه والارشادية
وبدات اشعر ان الافكار تكمل بعضها
بعد المزيد من القراءات فى كتب العلاج النفسى من الادمان بالاضافة الى التجربه الشخصيه الطويله والمريره ايضا وما استرديته من ثقتى فى نفسى وبعض ذكائى قمت بعمل مخطط زمنى مستقبلى مبدأى أأمل من الله التوفيق
بدأت احلم واطمح ان اكون حققت نجاح نوعى فى علاج حالات الادمان وبأذن الله ثم بدعم الخبراء ومن واقع التجربه فى التعاطى والتعافى …
…..الخلاصة
الادمان محاربته اشرس بكثير من الحروب بالاسلحة وهذا مايدار الان وشبابنا للاسف يتساقطون في بئر الادمان

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى