مقالات و آراء

انتصار اكتوبر ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

بقلم :احمد المالكي

رغم مرور ٤٩ عاما علي ملحمة اكتوبر ، الا ان  نصر اكتوبر  مازال يعيش في نفوس المصريين ومازال العرب يفتخرون بهذا النصر ، وهذه الملحمة والتي نجح الجيش المصري فيها، في استعادة اراضي مصرية غالية ،  تم  تحريرها بدماء مصرية طاهرة ،  رفعوا راية النصر عاليا في وقت كانت إمكانيات الجيش محدودة.

كان الجيش المصري ،  متأثرا بما حدث في ١٩٦٧ ولكن الشعب المصري وقف بجانب جيشه العظيم، وقدم له كافة انواع الدعم ماديا ومعنويا،  في ملحمة تاريخية ،سطرتها العسكرية المصرية، التي  حطمت كل القيود ، وصنع الجندي المصري المعجزات،  ونجح في تحطيم خط بارليف،  وحسم المعركة لصالحه.

انتصارات اكتوبر هي التي جعلت لهذا الوطن مكانة قوية بين دول العالم الكبرى،  وعرف العالم معنى الجندي المصري والعسكرية المصرية، الاسطورة التي حطمت الجيش الاسرائيلي ، ولولا نصر اكتوبر ٧٣ كانت اليوم اسرائيل تحتل عواصم عربية كبرى،  لكن المصريون لايعرفون المستحيل ونجحوا في العبور ، ومازال المصريون يعبرون ببلدهم إلى المستقبل .
لكن ما اقصده اليوم في مقالي هذا ، هو مواقع التواصل الاجتماعي ، ذاك السلاح ذو الحدين،  و الذي يحاول اعداء مصر، استغلاله للتشكيك في انتصارات اكتوبر ، وبث الاكاذيب ، وتزييف الحقائق ، عبر منصات السوشيال ميديا والتقليل من تضحيات المصريين في حرب الكرامة والعزة والنصر ، وهذا ما لعبت عليه الصفحات الصهيونية على مواقع التواصل ، وزعمت تلك الصفحات المشبوهة ، ان اسرائيل هي التي انتصرت في ٧٣ على مصر ، وهذا يعد من اكاذيب هذا الكيان الصهيوني، الذي مازال يعاني مما حدث له في ٧٣ ، ويدرك ان مصر قادرة مرة اخرى ومرات على مواجهة اسرائيل والتغلب على الجيش الذي كان يظن انه لا يقهر .
للاسف التفاعل مع صفحات الكيان الصهيوني تعطي هذه الصفحات اهمية ، وهم يريدون ذلك ويخططون له جيدا ، ويريدون ان نصدق اكاذيبهم ، ويلعبون على التشكيك في انتصار اكتوبر، خاصة للاجيال الجديدة، التي لم تحضر هذا الانتصار ، ولذلك يجب ان يكون هناك صفحات مصرية وعربية تواجه اكاذيب صفحات اسرائيل ، وكما يتحدثون بلغتنا العربية يجب ان يكون هناك صفحات مصرية وعربية تتحدث العبرية، ويكون القائمين عليها من المتخصصين ، وينشرون وثائق تاريخية موثقة عن انتصارات اكتوبر باللغة العبرية حتى يعلم الجيل الجديد في اسرائيل والذي لم يحضر الحرب ولم يعاصرها ، ما حدث لاسلافه ، حتي إذا ما فكر في احتلال اي اراضي مصرية او عربية، يدرك ان مصيره، سيكون مثل مصير اجداده الصهاينة في ٧٣، وان الجيش الحقيقي الذي لا يقهر هو خير اجناد الارض ، وان منصات التواصل التي تحاول اسرائيل تزييف الحقائق عليها ،لن تنجح في تغيير الواقع .
اما لهؤلاء النشطاء العرب الذين يتحدثون عن التاريخ، فأقول لهم ، من حقك ان تجتهد، لكن ليس من حقك ان تقدم حقائق منقوصة او مقلوبة ، ويجب الحذر من استخدام عناوين براقة للشهرة او سعيا وراء “الترند”، تجعل الاعداء يستخدمونها  ضدنا ، وعليهم ان يعلموا ان الموضوعات العسكرية لها اهلها من المتخصصين والخبراء ، ومنهم من شارك في حرب اكتوبر ١٩٧٣ م، ولديه المعلومة المؤكدة والحقائق، واذا اراد اي ناشط التحدث في التاريخ ، عليه ان يرجع إلى المتخصصين قبل ان يقدم معلومات خاطئة ، ويجد نفسه متورطا في امور تخدم العدو بالإضافة إلى ان الناس سوف تغضب منه، وربما يصل الامر الى المطالبة بمحاكمته، كما هو الحال مع ريهام عياد والتي تقدم محتوى على مواقع التواصل بعنوان القصة ومافيها،  واستخدمت عنوان لجذب الإنتباه هو احنا انتصرنا في اكتوبر؟! ، واضطرت بعد ذلك إلى تغيير العنوان إلى انتصار اكتوبر العظيم , لكن الاعداء في اسرائيل، استخدموا الفيديو ضدنا وهذا يؤكد ان العدو يتابعنا ويجهز لنا جيدا وعلينا الاستعداد له ، دائما وليس عسكريا فقط ولكن فكريا ومعلوماتيا واقتصاديا وكما نجحت مصر في تحطيم الجيش الصهيوني ، نجحت في مجابهة الإرهاب ، وتكمل اليوم معركة البناء والتعمير .
حفظ الله مصر، شعبا وجيشا و شرطة ،
تحيا مصر .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى