وسط شدة البلاء و هروبهم فرارا بدينهم وفي ظل مطاردة القوم الظالمين لهم لم يطلب أهل الكهف سوي الرشد .
سألوا اللّه ” الرُشد” دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين !!!
” ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة ًوهئ لنا من أمرِنا رشدا “.
وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟
طلبوا ” الرشد ” قالوا :
“إنّا سمِعنا قرآنا ًعجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به”.
وفي قوله تعالى :
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
فما هو الرشد وما المقصود به؟
الرشد : إصابة وجه الحقيقة والسداد ، أو ما يقصد به السير في الإتجاه الصحيح .
فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت َخيرا ًعظيما ، و بوركت خطواتك .
لذا يوصينا اللّه عز وجل أن نردد :
” وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا “.
بالرشد تختصر المراحل ، و تختزل المعاناة ، وتتعاظم النتائج..حين يكون اللّه لك
“وليا ًمرشدا”.
لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرا ًواحدا ًهو :
” هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً “
فقط رُشداً .
لم يرد موسي عليه السلام بعد الرحلة الشاقة للوصول الي الرجل الصالح سوي أن يتعلم اكثر من هذا .
فإن اللّه إذا هيأ لك أسباب الرشد ، فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي.
“وقل رب زدني علما” ..نسأل الله أن يلهمنا جميعا الرشد أو كما قال في كتابه العزيز:-
“اللّهـُمّ هيئ لنا من أمرِنا رشداً” صدق الله العظيم
المصادر:-
– القرآن الكريم
_ كتاب صفوة التفاسير