أخبار العالم

اردوغان في ام الدنيا

كتب / احمد المالكي

بقلم: أحمد المالكي
رئيس مركز شئون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية و الإعلامية

عندما قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مصر أم الدنيا وها تبقى أد الدنيا لم يخطئ وفعلا نجحت سياسة السيسي الخارجية والدبلوماسية المصرية في توطيد علاقة مصر بكل دول العالم وجعلت مصر لها مكانة خاصة عند العالم تتماشى مع مكانتها التي تستحقها ونجح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في رأب الصدع مع كل الدول التي اتخذت مصر في فترة سابقة عدوة لها لكنها اليوم تصلح هذه الدول علاقتها بمصر عندما شاهدت الدبلوماسية المصرية تتخذ طريق السلام والانفتاح على كل دول وشعوب العالم وفي عهد السيسي ترفض مصر سياسة العداء معها وتعمل من أجل نشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم .
تركيا أدركت أن مقاطعة مصر بسبب اختلاف مع الرؤية المصرية لايجدي نفعا وان دولة بحجم مصر ومكانتها الإقليمية والتاريخية لايمكن مقاطعتها خاصة أن هذه العلاقة تمتد لأكثر من ألف عام وهذا ما أكد عليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والذي قرر فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وتركيا وإغلاق صفحة الماضي التي كانت لاتليق بالعلاقات المصرية التركية وان التواصل والتعاون هو السبيل الوحيد لكي يكون هناك علاقة لائقة بالبلدين والشعبين وايضا تساهم هذه العلاقة في تدشين تحالف جديد بين البلدين يساهم في حل كثير من قضايا المنطقة الساخنة مثل ليبيا والسودان والصومال ومشكلة غاز شرق المتوسط وايضا موضوع سد النهضة وتركيا لديها كثير من مفاتيح الحل ومصر هي البوابة الرئيسية لأمن واستقرار المنطقة ولذلك زيارة اردوغان إلى القاهرة وجدت صدى واسع عند الرأي العام الدولي ووسائل الإعلام الدولية وايضا عند كل الدول الصديقة والحليفة لمصر وتركيا خاصة أن البلدين يمكن بتعاونهما التحرك نحو منطقة أكثر هدوءا وسلاما .
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استقبل اردوغان استقبالاً حافلاً يليق بالزيارة الاولى لاردوغان الرئيس التركي الذي جاء إلى مصر بعد غياب عنها ١٢عام منذ آخر زيارة ليحمل معه ملفات كثيرة للعمل والتعاون مع مصر سياسياً وأمنيا وعسكرياً وثقافيا وتعليميا وتجاريا واقتصاديا علاقة سوف تكون متكاملة الأركان خاصة أن تركيا تتطلع إلى علاقة افضل من الماضي ورفعت التعاون إلى مستوى استراتيجي .
مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي شجعت تركيا على المضي قدما في زيادة التبادل التجاري في السنوات القادمة لكي تصل إلى ١٥مليون دولار وزيادة الاستثمارات التركية إلى ٣مليار دولار بالإضافة إلى إنشاء منطقة صناعية تركية هذا اقتصاديا أما سياسيا تعمل مصر وتركيا على حل الأزمة الليبية وهي أمن قومي لمصر ويسعى البلدان إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تساهم في عودة الاستقرار إلى ليبيا وأيضا حل مشكلة تركيا مع دول شرق المتوسط بالإضافة إلى تقارب رؤية مصر وتركيا بشأن القضية الفلسطينية ورفض البلدان التهجير القسري للشعب الفلسطيني وضرورة العمل من أجل تهدئة ووقف إطلاق نار وانفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والبدء في عملية سلام من أجل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
علاقة مصر وتركيا علاقة متجذرة في التاريخ ومصر دولة كبيرة والعالم كله يسعى لإقامة علاقات معها خاصة أن تاريخها وموقعها الجغرافي يشجع كل الدول للتقارب معها وإقامة علاقات في كافة المجالات في ظل وجود نظام ناجح سياسيا ويسعى إلى تحسين أوضاع مصر الاقتصادية والتي عانت بسبب سياسات اقتصادية خاطئة في الماضي واليوم تعمل مصر على توسيع علاقاتها شرقا وغرباً وشمالاً وجنوبا وتعمل من أجل إنهاء الحروب والصراعات وهي دولة لها مكانة في افريقيا وايضا في عربيا وفي شرق المتوسط و ايضا الدول المشاطئة على البحر الأحمر.
اصلاح اردوغان العلاقات مع مصر هو مكسب كبير لتركيا ومكسب أيضا لمصر فكل منهما يحتاج إلى الآخر وتركيا دولة عضو في حلف الناتو ولها تأثير مع الدول العظمى ويمكن أن تضغط على الولايات المتحدة لحل قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
اردوغان والسيسي رئيسان وزعيمان لهما اسم على خريطة السياسة الدولية والتقارب المصري التركي مهم جدا في لحظة تاريخية تمر بها منطقة الشرق الأوسط في ظل إصرار إسرائيلي على توسيع دائرة الصراع وإشعال النيران في المنطقة.
تركيا في تقاربها مصر تخلت عن ملف جماعة الإخوان الإرهابية وأدركت أن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر بشكل لائق افضل بكثير من معاداتها وسوف يزور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تركيا في شهر أبريل القادم تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في زيارة سوف تكون تاريخية أيضا وترسخ لمزيد من التعاون بين البلدين وهي بداية جيدة وسوف تساهم في التواصل الدائم والمستمر بين الزعيمين من أجل حلحلة قضايا المنطقة.
تركيا ومصر تاريخ وحضارة عريقة وماحدث في السابق كان خطأ كبيراً وإصلاح تركيا هذا الخطأ هو نتيجة إرادة ورغبة تركيا مصرية في إعادة الأمور إلى نصابها مع فتح كافة الملفات الشائكة الخاصة بعلاقة تركيا مع الدول العربية ومصر قادرة بمكانتها وسياستها إصلاح علاقة تركيا مع كافة الدول العربية التي عندها خلافات مع تركيا لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لديه رغبة حقيقية في سياسة صفر مشاكل ولايريد عزل تركيا عن جيرانها العرب ولذلك اختار البداية من مصر والتي سوف تتمكن من حل وإصلاح العلاقات بين تركيا والدول العربية .
ام الدنيا مصر هي أرض طيبة وبابها مفتوح للجميع وهي أم لكل الدنيا تسامح من يأتي إليها ويطلب صفحة جديدة معها ولا تغلق بابها في وجه أحد والتقارب المصري التركي يؤكد أن مصر دولة مؤسسات عريقة لديها سياسة واضحة وثابتة لاتتغير وهي قادرة على احتضان الجميع وشعبها يرحب بكل من يأتي إليها وزيارة اردوغان إلى أم الدنيا اثبتت أن مصر كبيرة وشعبها طيب ويسامح كل من يخطئ في حقه إذا جاء إليها وطلب السماح وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد لم يخطئ في أي دولة ولا رئيس ولا اي إنسان آخر ولديه سياسة تجعل مصر في مقدمة الدول الكبرى وهي تستحق أن يتقارب معها الجميع .
زيارة اردوغان إلى مصر زيارة ناجحة والاهتمام الدولي بها يؤكد أن مصر وتركيا دولتان كبيرتان ولايمكن أن تستمر توقف وجمود العلاقات بينهما أكثر من ذلك وأن القادم سوف يخدم مصالح الجميع سواء إقليمياً أو دوليا ولا عزاء لكل الحاقدين على مصر وشعبها الذين كانوا يخططون لتخريبها وتدميرها واليوم علاقة مصر وتركيا صفعة على وجوه الإرهابيين الذين كانوا يظنون أن تركيا سوف تكون وطنا لهم واليوم يفرون منه مثل الجرذان لأن مصر دولة كبيرة ولعنتها صعبة وتصيب كل من يستهدفها لأنها أم الدنيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى