تاريخنا الخالد

أغرب قصة هروب في التاريخ الإسلامي : فرار صقر قريش إلى الأندلس.

اعدها للنشر / احمد عبد الوهاب

اعدها للنشر / احمد عبد الوهاب

عندما نجح العباسيون في إسقاط الدولة الأموية ، أكثروا القتل في كل من كان مؤهلا من الأمويين لتولي الخلافة.
قتل العباسيون كل أمراء الأمويين وأبناءهم و أحفادهم ، إلا قلة لم تطالها أيديهم.
وكان من بين هؤلاء عبد الرحمن بن معاوية حفيد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك الملقب بعبد الرحمن الداخل أو صقر قريش.

كان عبد الرحمن بن معاوية يجلس في بيته بالعراق، وإذ بابنه يدخل عليه فزعا ، حاول عبد الرحمن أن يسكّن روع الطفل إلا أنه ظلّ مرعوبًا يشير لخارج الدار .
قام عبد الرحمن بن معاوية لينظر الامر ، فوجد رايات العباسيين السوداء خارج البيت، فعلم أنّه مطلوب.

أخذ عبد الرحمن ،أخاه الوليد، وترك النساء والأطفال ؛ وذلك لأنه كان يعلم أن العباسيين لا يقتلون النساء ولا الأطفال الا من بلغ.

وخرج عبد الرحمن بأخيه ، هاربًا نحو نهر الفرات، وعنده ، وجد العباسيين يحاصرون النهر، فألقيا بأنفسهما فيه وأخذا يسبحان.

وناداهما العباسيون أن ارجعا ولكما الأمان، وصدق الوليد أخو عبد الرحمن العباسيين ، وكان قد أُجهد من السباحة، فناداه عبد الرحمن أن لا يعود، فردّ عليه بأن العباسيين قد أعطونا الأمان، لكن ما إن أمسك به العباسيون حتى قتلوه أمام عين أخيه.

وعَبَر عبد الرحمن بن معاوية النهر وهو لا يستطيع أن يتكلم حزنا على أخيه ابن الثالثة عشرة.
ثم فكر عبد الرحمن في الذهاب إلى بلاد المغرب لأن أمه كانت من البربر، فهرب إلى أخواله هناك، في رحلة هروب عجيبة، عبر فيها الحجاز ومصر وليبيا والقيروان.

وصل عبد الرحمن للقيروان وعمره تسع عشرة سنة، وهناك وجد ثورة كبيرة للخوارج في الشمال الإفريقي كان يقودها عبد الرحمن بن حبيب.

ولأن هناك كراهية شديدة بين الخوارج والأمويين فقد كان عبد الرحمن بن حبيب يسعى هو الآخر للقضاء على عبد الرحمن بن معاوية حين علم بأمره.

فهرب عبد الرحمن من جديد إلى ليبيا، وظل مختبئا هناك أربع سنوات كاملة، وكان قد بلغ من العمر ثلاث وعشرين سنة، وظل عبد الرحمن بن معاوية يفكر في أمره .

وهنا جال بخاطره أن يذهب إلى الأندلس فهي أصلح البلدان لاستقباله؛ وذلك لأنها أبعد الأماكن عن العباسيين والخوارج، كما أن الوضع السياسي بالأندلس غير مستقر، ففي هذا الجو يستطيع عبد الرحمن بن معاوية أن يدخل هذه البلاد.

وفي سنة 136هـ/ 753م بدأ عبد الرحمن, يعدّ العدة لدخول الأندلس، فأرسل خادمه بدر إلى الأندلس لدراسة الموقف، ثم راسل كل مؤيدي الدولة الأموية بالأندلس.

وفي ذكاء شديد استغل الخلاف الدائر بين بربر الأندلس وواليها عبد الرحمن الفهري وقام بمراسلة البربر يطلب مساعدتهم.

وهكذا ظل عبد الرحمن بن معاوية يجمع الأعوان لعامين حتى قدم عليه رسول من عنده خادمه بدر -الذي أرسله إلى الأندلس لدراسة الوضع- سنة 138هــ/ 755م يقول له إن الوضع قد تجهّز هناك.

و كانت مفارقة طريفه ،حينما سأله عن اسمه فقال: غالب، ردّ مستبشرًا بالاسم: الحمد لله، غلبنا وتم أمرنا.

وبدأ يعدّ العدّة ويجهّز السفينة ، التي أخذته منفردًا إلى بلاد الأندلس لتتم أغرب قصة هروب ، حدثت في تاريخ المسلمين.
__________________
مصدر المقال
سيره أعلام النبلاء- للذهبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى