تحقيقات

احمد المالكي يكتب: امريكا وايران وحلقات مسلسل الردع والمواجهة والأتفاق

بقلم :أحمد المالكي

كاتب متخصص في الشؤون الأمريكية والعلاقات الدولية

 

في نفس الوقت التي تقرر الولايات المتحدة في خطة معلنة مسبقا ارسال ٣ آلاف جندي من مشاة البحرية الامريكية إلى الخليج لمواجهة اعمال إيران الاستفزازية في مياه الخليج ومضيق هرمز .

تخرج الانباء عن اتفاق تم التوصل إليه بين امريكا وايران يتم العمل عليه منذ شهر فبراير الماضي لتبادل السجناء بين الدولتين بالإضافة إلى الإفراج عن اصول إيرانية من النفط في كوريا الجنوبية تقدر ب ٦ مليارات دولارات .

ورغم ان هذه الأموال يراها الامريكيون في الحزب الجمهوري يمكن ان تستخدمها إيران في نشاطها النووي او ارسالها الى مليشياتها لممارسة اعمال إرهابية ، الا إن الولايات المتحدة قالت إن هذه الاموال سوف تصرف على اعمال إنسانية لشراء الأدوية والأغذية.

وبحسب وكالة انباء فارس الإيرانية ان الاموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية سوف يتم إرسالها إلى سويسرا وسوف يشرف عليها البنك المركزي الإيراني لشراء الأدوية والأغذية .

الولايات المتحدة تعمل من خلال زيادة قواتها في مياه الخليج على تعزيز تواجدها العسكري ومواجهة انشطة ايران الاستفزازية والتي تؤثر على امن الملاحة والتجارة .

 إيران تقوم بمهاجمة السفن وقرصنتها وهذا ما يقلق السفن التي تمر في مياه الخليج وخليج عمان ومضيق هرمز .

ولذلك تعمل الولايات المتحدة على زيادة عدد قواتها للسيطرة ومواجهة آية اعمال استفزازية يمكن ان تقوم بها إيران ضد السفن.

وهذا الأمر  اغضب إيران التي ترى إن الولايات المتحدة تحمي مصالحها في المنطقة من خلال زيادة عدد قواتها وتخلق حالة من اللا استقرار وعدم الأمن .

واكدت إيران على ان دول الخليج العربي قادرة على حماية نفسها .
إيران بوساطة صينية اعادت علاقتها مع المملكة العربية السعودية .

ورغم عودة الخلافات حول حقل نفط مشترك بين السعودية والكويت ترى إيران ان لها نصيب وتريد التفاوض حوله .

لكن إيران تحاول اصلاح علاقتها مع البيت الخليجي من خلال توجيه دعوات للتفاوض او زيارة ايران، كالدعوة وجهتها إلى وزير الخارجية الكويتي والرئيس الاماراتي الشيخ محمد بن زايد  لزيارة إيران .

الولايات المتحدة تحاول مواجهة إيران وردعها لكن زيادة قواتها في مياه الخليج سواء لمواجهة ايران او لحماية مصالحها وتعزيز علاقتها مع دول الخليج، يمكن ان يؤدي إلى مواجهة بين امريكا وايران .

خاصة إن الحرس الثوري الإيراني يمارس القرصنة في مياه الخليج والاحتكاك بين عناصر الحرس الثوري والقوات الامريكية ليس في صالح منطقة الخليج والشرق الأوسط .

امريكا غير راضية عن افعال إيران التي انتقلت إلى ساحة القتال بين روسيا واوكرانيا والدعم الإيراني لروسيا بمسيرات شاهد الإيرانية بالإضافة إلى موقف النظام الإيراني من المعارضة الإيرانية وممارسة القمع والإرهاب والتخويف ضد الشعب الإيراني .

ومازالت إيران تستخدم مليشياتها في الشرق الاوسط وتعمل على زعزعة استقرار المنطقة رغم الاتفاق مع السعودية ودول خليجية لكن يبقى نشاط إيران في الخليج والشام بحاجة إلى التزام واحترام الدول وعدم التدخل في شؤونها .

ارسال الولايات المتحدة ٣ آلاف جندي لتأمين السفن في مياه الخليج وممرات الملاحة يؤكد حرص امريكا على البقاء في المنطقة بعد تهديدات صينية للعلاقة الامريكية مع دول المنطقة.

خاصة مع التقارب الكبير الذي حدث بين الصين والسعودية وعدد من دول المنطقة.

لكن بلاشك إن السعودية لها ثقل سياسي وتملك علاقات جيدة مع كل الدول وتملك رؤية دولية صحيحة لحل النزاعات ولديها رؤية سلام واضحة وضحت في الازمة الروسية الاوكرانية واستطاعت ان تجمع عدد كبير من الدول في جدة بشأن اوكرانيا .

ومازالت السعودية لديها الكثير ولم ترضخ لضغوط دولية واصبحت السعودية لاعبا إقليميا ودوليا هاما والولايات المتحدة ادركت الخطأ وتحاول دائما الحفاظ على علاقاتها مع السعودية صاحبة اكبر استثمارات في الولايات المتحدة بالإضافة إلى انها لاعبا رئيسيا في سوق النفط.

ولذلك إذا فكرت الولايات المتحدة في ممارسة ضغوط على السعودية فسوف تخسر الكثير لان السعودية دائما تربح ولا تخسر .

ادارة بايدن تحاول ان تتعامل مع إيران بدبلوماسية لكن حتى اليوم لم يقدم شيئا يمكن من خلاله التأثير على إيران .

على عكس ترامب الذي قام بتجميد الاتفاق مع ايران وقام بفرض العقوبات على ايران .

والاتفاق الاخير الذي تم بموجبه سوف يتم الإفراج عن سجناء أمريكيين داخل إيران والافراج عن سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة والإفراج عن اموال إيران من النفط.

هذا الاتفاق اغضب الجمهوريين داخل الكونجرس واعتبروا هذا الاتفاق تشجيع لإيران على الخطف وممارسة الجرائم من اجل الإفراج عن المزيد من الاموال الإيرانية .

منطقة الخليج على صفيح ساخن مابين تعزيز امريكي للتواجد في مياه الخليج والمنطقة ومابين رفض ايراني لهذا التصرف .

لكن المواجهة ربما لن تكون قريبا وربما تنتظر الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية القادمة من اجل اتخاذ قرار المواجهة ويظل احتمال المواجهة قائما اذا حدث احتكاك او تصرف ايراني من قراصنة الحرس الثوري في مياه الخليج .

إيران لديها الجرأة للاعتداء على سفن الملاحة والسفن التجارية وناقلات النفط والولايات المتحدة زودت جنودها ومعداتها في مياه الخليج.

والايام القادمة يحبس الجميع الأنفاس وسوف يظل الخليج منطقة يتسابق الجميع على تعزيز علاقته مع الدول الخليجية .

ويبدو ان الولايات المتحدة والصين سوف يكون الخليج محطة من محطات صراعاتهم خاصة إن العلاقة بينهما صعبة هذه الايام وبحاجة إلى حوار مسؤول حتى لايكون العالم ضحية الصراع القادم بين الولايات المتحدة والصين .

الولايات المتحدة وإيران بين الردع والمواجهة والأتفاق الجديد الخاص بالسجناء والاموال الإيرانية من النفط .

لكن هل يحدث اتفاق جديد او عودة إلى الاتفاق النووي بشروط إيرانية ام بشروط امريكية ؟ ..هذا ماسوف تكشف عنه الايام القادمة .

اظهر المزيد

Ahmed Abd-Elwahab

احمد محمد احمد عبد الوهاب قاص وصحفي بعدة صحف ومواقع إلكترونية _ رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة "الخبر اون لاين". _ مؤسس صفحة تاريخنا الخالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى