تحقيقات

الراي العام الامريكي بين التاييد والمعارضة في مسالة اوكرانيا

بقلم :أحمد المالكي كاتب متخصص بالشؤون الامريكية والعلاقات الدولية

علي مدي العامين ، انشغل الرأي العام الامريكي ومازال داخل مراكز الابحاث وعلى صفحات الصحف و وسائل الإعلام  بمسالة اوكرانيا.

مناظرة ميلواكي:-
وجاءت المناظرة التي عقدت في ميلواكي في ولاية ويسكونسن للحزب الجمهوري لتؤكد اهتمام الشارع الامريكي بهذا الامر.

وذلك بالرغم من غياب ترامب الذي قاطع المناظرة لانه يرى انه وفقا لاستطلاعات الراي يتفوق على مرشحي الحزب الجمهوري.

ألقت الحرب الروسية الاوكرانية بظلالها على المناظرة وكشفت انقسام اعضاء الحزب الجمهوري على دعم اوكرانيا وصفق الجمهور الحاضر للرأي الذي يطالب بعدم دعم اوكرانيا لانها ليست اولوية .

‏ لكن هناك متشددون داخل الحزب الجمهوري يطالبون بدعم اوكرانيا حتى لا تصبح لقمة سائغة لروسيا وينطبق هذا على تايوان .

الدعم الأمريكي لأوكرانيا حديث الاوساط السياسية والإعلامية هناك خاصة وأنه هذا أصبح يفوق الحد ويتجاوز كل الحدود.

ووصل الدعم الامريكي لأوكرانيا إلى ٦٦.٢مليار دولار ، المساعدات العسكرية المباشرة  ٤٣ مليار دولار،  ٢٠.٥ مليار دولار مساعدات اقتصادية و٢،٦مليار  مساعدات انسانية .

اثر الدعم الامريكي لاوكرانيا علي نتائج الانتخابات الرئاسية 
‏ وهذه أرقام كبيرة تجاوزت الدعم الأمريكي لاي دولة اخرى، والشارع الامريكي غير راضي تماما عن اداء  بايدن الذي تراجعت شعبيته لأنه لم ينفذ وعوده الانتخابية.

وفي الوقت نفسه يخصص مبالغ كبيرة لدعم اوكرانيا بمليارات الدولارات ويقدم اسلحة مختلفة لاوكرانيا.

‏وادى ذلك إلى هجوم ترامب على بايدن قائلا إن الولايات المتحدة ليس لديها ذخيرة لكي نتبرع بالكثير منها.

واتهم ترامب الدول الاوروبية بعدم التبرع بالقدر الكافي وطالبهم بدفع مبلغ ١٠٠ مليار دولار لدعم اوكرانيا .

مناظرة الحزب الجمهوري، كشفت عن اختلاف  حول الحرب الاوكرانية واعلن المرشح فيفك راما سوامي  رفضه بقوة دعم اوكرانيا.

واكد سوامي، ان اوكرانيا ليست اولوية للولايات المتحدة وادى ذلك إلى هجوم عليه من المرشحة نيكي هايلي التي اعتبرت هذا الرأي يعني تسليم اوكرانيا لروسيا وان تأكل الصين تايوان .

‏وايد هذا الرأي مايك بنس نائب الرئيس ترامب السابق ، وايضا كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي السابق ودافعا بقوة عن الدعم الامريكي لاوكرانيا .

‏لكن كلام فيفك راما سوامي وجد قبولا عند الجمهور الحاضر المناظرة وصفق لهذا الرأي .

منافس ترامب رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا والذي يتقدم عليه ترامب ب٤٣ نقطة، أكد على ضرورة تكثيف الدعم الاوروبي لاوكرانيا وإنه سوف يوقف الدعم إذا لم تكثف اوروبا مساعداتها لاوكرانيا .

النقاش الدائر داخل الحزب الجمهوري هو نفسه الدائر في الحزب الديمقراطي وداخل الكونجرس وفي وسائل الإعلام الامريكية.

لكن الاغلبية ترفض الدعم الامريكي المبالغ فيه لاوكرانيا و يرون ضرورة توجيه هذه الأموال للإنفاق الصحيح في ظل التضخم والأزمة الاقتصادية العالمية .

ترامب الذي يواجه أربعة اتهامات له في ولايات مختلفة مابين شراء صمت ممثلة إباحية ووثائق مسربة والتلاعب بنتائج الانتخابات السابقة يظل متمسكا بضرورة زيادة اوروبا دعمها لاوكرانيا .

وفي تصريح سابق له تحدث حول قدرته ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية خلال ٢٤ ساعة من خلال الحديث مع بوتين وزيلينسكي.

امريكا وغياب الدبلوماسية في الحرب الاوكرانية 

الولايات المتحدة منذ اليوم الاول للحرب وهي تقدم الدعم العسكري لاوكرانيا ولم تحاول التفكير في وضع حلول دبلوماسية تنهي الحرب أو تخفض من وتيرتها .

‏بل تفكر في تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة وتحث اوروبا على تقديم أحدث الأسلحة من دبابات وطائرات اف١٦ ومضاد للطائرات وطائرات مسيرة وغيرها لأوكرانيا .

وعرضت الولايات المتحدة تدريب الأوكرانين على طائرات اف ١٦ وهذا ادى إلى تصعيد مماثل من روسيا للحرب.

‏ بينما غابت الدبلوماسية الامريكية في هذه الحرب وتحاول الولايات المتحدة استنزاف الاقتصاد الروسي في هذه الحرب .

امريكا التي عرضت على إيران اتفاق  بعدم تقديم إيران لروسيا طائرات مسيرة في الحرب الاوكرانية، في المقابل تدعم اوكرانيا بكافة الاسلحة.

من جانبها ، تحاول روسيا الدفاع عن نفسها امام الاسلحة الامريكية والاوروبية التي حصلت عليها اوكرانيا.

 هذه الحرب لا رابح فيها ولا خاسر  وهناك تهديد روسي باستخدام السلاح النووي إذا شعرت بالخطر على سيادتها وفي هذه الحالة يمكن ان تستخدم السلاح النووي.

ولذلك الدعم الامريكي المبالغ فيه لاوكرانيا يؤدي إلى إطالة امد الصراع واستنزاف المزيد من اموال الامريكيين والاوروبيين .

راما سوامي رأي يمثل أغلبية الأمريكيين الذين يرفضون الدعم الأمريكي لأوكرانيا وهو نفس رأي ترامب ورون ديسانتيس .

لكن ترامب وديسانتيس رغم منافستهما الشديدة ،الا انهما يؤيدان تكثيف الدعم الاوروبي لاوكرانيا وألا تتحمل الولايات المتحدة وحدهاتكاليف الحرب .

وترامب عندما كان رئيساً رفع شعار امريكا اولاً ورفض التحالفات الامريكية والتي تدفع فيها مبالغ كبيرة وطالب أعضاء الناتو بدفع المزيد من الاموال .

في النهاية ربما نجد أن المرشح الذي يعارض الدعم الامريكي لاوكرانيا هو الاوفر حظا للفوز في انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤ .

فالحرب في اوكرانيا ستكون حديث الشارع والأحزاب في الولايات المتحدة وربما تكون مربط الفرس للناخب الامريكي في إختياره لمرشحه.

اظهر المزيد

Ahmed Abd-Elwahab

احمد محمد احمد عبد الوهاب قاص وصحفي بعدة صحف ومواقع إلكترونية _ رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة "الخبر اون لاين". _ مؤسس صفحة تاريخنا الخالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى