كتب : احمد عبد الوهاب
بِرَغْمَ أَنَّ جَسَدَهُ اضْنَاهُ السَّهَرَ، إِلَّا أَنْ جَفْنَاهُ جَافَاهُمَا النَّوْمُ..صَارَتْ تَحَرُّكَاتُهُ عَلَيَّ الْفِرَاشُ اشْبَهْ بِعَقْرَبِ بُوصْلَةٍ دَخَلَتْ مَجَالًا مِغْنَاطِيسِيًّا..وَصَلَ قِطَارُ جَسَدِهِ الِي اخْرِ مَحَطَّاتِ الْإِرْهَاقِ..تَقْلِبُ عَلَيَّ الْفِرَاشَ ،تَارَةً طُولًا وَاخِرِي عَرْضًا، دُونَ جَدَوِي..ظَلَّ يَسْتَبْدِلُ الْإِتْجَاهَاتِ مَرَّةً تِلْوَ اخْرِي حَتِّي الْتَقَتْ عَيْنَاهُ بِسَقْفِ الْغُرْفَةِ ، وَدَارَ بَيْنَهُمَا حِوَارًا طَوِيلًا.
كُلَّمَا بَدَأَتْ جُفُونُهُ تَسْتَجِيبُ لِحَاجَةِ جَسَدِهِ الِي الرَّاحَةِ ،انْتَفَضَتْ خَلَايَا عَقْلِهِ سَرِيعًا بِتَأْثِيرٍ مِنْ افْكَارٍ مُضْطَرِبَةٍ تَأْخُذُهُ لِبَحْرِ الشَّتَاتِ… تَمَلْمُلُ وَاخْذُ يَشِيحُ بِوَجْهِهِ، حَاوَلَ أَنْ يَكْتُمَ دَقَّاتِ قَلْبِهِ الْمُتَسَارِعَةَ فِي مُحَاوَلَةٍ اخِيرَةٍ يَائِسَةٍ لِجَلْبِ الِاسْتِرْخَاءِ، فَشِلَ فِي ذَلِكَ ، فَنَهَضَ بِجَسَدٍ مُنْهِكٍ ، وَعَقْلٍ مُشَوِّشٍ ،وَرُوحٍ قَلِقَةٍ مُتَأَلِّمَةٍ ، لِيُوَاصِلَ رُوتِينَهُ الْيَوْمِيَّ الْمُعْتَادَ.
احْمَدُ عَبْدِ الْوَهَّابِ – الْقَاهِرَةُ اغُسْطُسَ 2019.